ليس بسبب الألغام .. القصة الحقيقية للجندي الذي يحمل حمارا

mainThumb

02-03-2023 08:44 PM

السوسنة - جميعنا رأينا عبر مواقع التواصل المختلفة، صورة الجندي الذي يلبس خوذة، ويحمل حمارا على كتفه، مرفقة بالكثير من التعليقات والتحليلات حول قصة هذا الجندي والسبب الذي يجعله يقوم بهذا الفعل.

وسرد بعض الذين نشروا هذه الصورة، قصتها والغاية منها، وقالوا ان الجنود كانوا يسيرون في حقل الغام، وكان برفقتهم هذا الحمار، فاضطر الجندي لحمله خوفاً من مقتلهم جميعا بانفجار لغم بسبب خطوة خاطئة من الحمار، والعبرة من القصّة بحسب ناشريها هي "تحمّل الأغبياء من حولنا لحماية أنفسنا".

بدأ انتشار هذه الصورة بشكل كبير منذ 2017، وحصدت آلاف المشاركات عبر مواقع التواصل الاجتماعي في بلدان أفريقيّة ناطقة بالفرنسيّة، وفي المكسيك، وبعض الدول العربية، والأغلبية تداولوا القصة الخاطئة لهذه الصورة.

ولكن بعدما قام البعض بالبحث الدقيق عن أصل الصورة وقصتها الحقيقية من مصادر موثوقة، تبين ان صورة تم التقاطها عام 1958 في منطقة جبليّة بالجزائر، وهي لجنديّ من الفرقة الـ13 للفيلق الأجنبي الفرنسيّ، عثر خلال المهمة على حمار صغير يتضوّر جوعاً بعد ان تخلت عنه امه.

وبعد ان حنّ قلب الجندي على الحمار الذي كان منهكا وغير قادرا على المسير، قرر حمله على كتفيه حتى وصل القاعدة العسكرية التي يقيمون فيها، لكن لم يأتي ذكر حقل الغام، او حتى اسم صاحب الصورة.

وبعدها قرر الجنود الذين كانوا في الدوريّة جعل هذا الحمار شعاراً لهم، واطلق الجندي عليه اسم "بامبي"، ليصبح في نهاية المطاف شعار الوحدة التي يعمل فيها، بحسب القصة التي ذكرت في الصحيفة البريطانيّة "ديلي ميل".

وإذا قمت ببحث متقدم على المحرك غوغل عن "Donkey" و"Daily Mail" و"1958"، ستجد نسخة لهذه الصورة في موقع أرشيف الصحف البريطانيّة، كما ستجد الصورة في الصفحة الأولى من صحيفة "دايلي ميرور" البريطانيّة المنشورة عام 1958، تحت عنوان "الحمار الذي انضمّ إلى الفيلق الأجنبيّ".

وبدوره، أشار المؤرّخ دوغلاس بورش، إنّه من الجائز أن تكون الصورة ملتقطة بالفعل عام 1958، لكنه استبعد ان تكون التقطت أثناء عبور جنود فرنسيين لحقل مزروع بالألغام، لأن حقول الألغام في تلك الحقبة كانت محدّدة بشرائط، كما أن الفرنسيين هم الذين كانوا يزرعون الألغام وليس جبهة التحرير الوطني الجزائريّة.

وأكد المؤرّخ، أنّ هذه الصورة منشورة في مجلّة الفيلق الأجنبي الفرنسيّ "Képi Blanc"، والتقطت بالفعل عام 1958، في المنطقة المعروفة اليوم بـ"قايس"، ومن ظهر في الصورة ليس جندياً، بل "حركيّ" من الجزائريين الذين كانوا مجندين في صفوف الجيش الفرنسي خلال الحرب التي انتهت باستقلال البلاد.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد