سلسلة توثيق بني كنانة لواء الثقافة الاردنية-2023

mainThumb

26-03-2023 11:14 PM

4- اكتشاف أنصاب حجرية (الدولمنز) تم تسجيلها لأول مرة في بلدات خرجا وسمر والعشة

في هذا المقال من سلسلة توثيق بني كنانة لواء الثقافة الاردنية-2023 نعلن تسجيل ولأول مرة إكتشاف حقول الدولمنز في بلدات خرجا وسمر والعشة في لواء بني كنانة في محافظة اربد/ الاردن.

هذه الحقول للدولمنز - او ما تعرف بالانصاب الحجرية -(أو بالتراث الشعبي بيت الغولة أو الجن) تعتبر معلما حضاريا للتراث الثقافي في الاردن والعالم.

تاريخ بناء نصب الدولمنز، تعود إلى الألف الخامس قبل الميلاد، أو الألف الرابع قبل الميلاد، وينسبها ديفو إلى العصر الحجري النحاسي، في حين أرجعها آخرون إلى بداية العصر البرونزي المبكر.

تتعرض حقول الدولمنز الى دمار شامل في كل الاتجاهات - بعضها بسبب المد العمراني والاخر بسبب الانشأءات وفتح الطرق واسباب اخرى كثيرة منها العابثين والنباشين.

على اطراف المدن والاحياء ومقابل نوافذ المنازل في الاردن تنتشر اكبر كثافة وعدد لحقول الدولمنز في العالم - ولكن كلها أصبحت مهددة بالدمار - بعد ان دمر اكثر من ثلثها ان لم يكن نصفها.

على من تقع مسؤولية حماية حقول الدولمنز - سؤال برهن
الاجابة.

** ما هي الدولمن أو المناطير وأين توجد؟!!!

الدولمن هي عبارة عن صخور على هيئة نصب يسميها بعض الناس في الوقت الحاضر بالمناطير، وهي طاولات حجرية ضخمة مكونة من الصخور الصوانية او الرسوبية الكبيرة والتي يصل أبعدها (1,5-2-3) متر وهي تشكل ما يشبه الغرف الصغيرة، لم يترك الذين أنشئوها نقشا أو علامة واحدة عليها، ظاهرة تستحق الوقوف عندها والتأمل فيها.

هذه الدولمنز منتشرة في العديد من مناطق الأردن لكنها متميزة في أشكالهاوكثرة تواجدها على سفوح تلال قرى وبلدات محافظة اربد فقد حملت العديد من التسميات المحلية فمنهم من أطلق عليها القلاع المتراكبة ومنهم من أسماها التصاريف ومنهم من أسماها أيضا بيت الغوله ومنهم من أطلق عليها اسم النصب التذكارية، ولا شك أن هذه التسميات لم تأتي من فراغ فلا بد أنها تحمل قصصا وحكايات لدى السكان المحليين الذين نشأوا على هذه الأرض ووجدوها أمام أعينهم بهذه الوضعية التي لايعرفون أسرارها والغاية التي بنيت من أجلها، فمنهم من حلل وجودها بأنها عبارة عن إشارات للاتصال فيما بينهم ومنهم من قال بأنها أقيمت كمذابح خاصة يذبح عليها فوق الطاولة كشعائر دينية يتقربون بها إلى الله ومنهم من قال عنها بأنها مدافن وبعضهم ربطها بالديانات القديمة أمثال العالم الإنجليزي (رايت) الذي حاول ربطها بأناس ورد ذكرهم في التوراة أو ما يذكر بجيل العمالقة أو الزمزميين الذين تواجدوا في السعودية والأردن وغير ذلك من التكهنات والمقترحات حول وظيفة هذه الأنصاب الحجرية، لكننا بالتالي نقول بأنها لم تنشأ عبثا ولم يقدم الذين أنشئوها على تركيبها بهذه الصورة دون سببا.

أن الأردن من أكثرالمناطق تأثرا بهذه الظاهرة، علما بان تواجد الدولمنز في محيط حفرة الانهدام يبدأ من شمال سوريا حتى معان جنوب الأردن وان وجدت في مناطق أخرى مثل لبنان والسعودية والبحرين واليمن و تونس والجزائر وجنوب أفريقيا وكذلك بريطانيا، حيث اهتم البريطانيون بهذه النصب التي أطلقوا عليها ستون هينجز وعملوا قصة كبيرة من حقل صغير موجود هناك يدر عليهم دخلا عاليا من المال لقاء ما يجنونه من مرتاديه من السياح، وقد كان من ضمن أهم المواقع التاريخية المشهورة على مستوى العالم التي نافست بان تكون إحدى عجائب الدنيا السبعة لعام 2007.

ينتشر العشرات من الدولمنز في بلدات خرجا وسمر والعشة /لواء بني كنانة ولكن الزحف العمراني قد دمر العديد منها حيث أزيلت تماماً، ومن المرجح أنها استخدمت كقبور لجماعات بشرية كانت تهاجر من شمال المملكة إلى جنوبها وفلسطين في العصر البرونزي الدور الأول/الثاني، وقد دلت الحفريات التي أجريت أنها تعود "للعصر البرونزي المبكر الأول/الثاني" حوالي 2900 ق.م.
ومن الجدير التركيز عليه حماية هذه المناطق وكذلك إنشاء متحف تنقل إليه بعض هذه الانصاب والاكتشافات الأخرى في اللواء حتى نحافظ على إرثنا الحضاري.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد