سلسلة توثيق بني كنانة لواء الثقافة الاردنية - 2023

mainThumb

05-04-2023 01:01 AM


11- مدينة قويلبة: أبيلا نبذت في العراء وهي مهدوم ومردوم

قويلبة أو ابيلا روعة مدن الديكابولس (حلف المدن العشر. انطلقت الديكابولس في الحقبة الهلنستية لأغراض عسكرية وسياسية، عام 64 ق.م. وشكل الحلف الإمبراطور الروماني بومبي. تعني كلمة “ديكا:Deca” العشر أما "بوليس:Polis" فتعني “المدن” اي المدن العشرة.

تقع مدينة أبيلا في حدود بلدة حرثا أو حرتا على بعد حوالي 13 كم إلى الشمال من مدينة اربد عند تل أبيل.

بنيت ونحتت اثار أبيلا بتصميم جميل حيث اصطفت معالمها على تلالها ووسط أوديتها أديرة ومسارح وطرق وشواع مرصوفة وجسور وقناطر وكهوف مزخرفة استخدمت مساكن وأخرى حفرت كمدافن (الفريسكو) والتي فيها رسومات بديعة وزخرفة جبصية.

وتقع في حدود أبيلا عين ماء تعرف "نبع قويلبة" وهي ذات مياه غزيره وبمعدل تدفق حالي يبلغ حوالي ١٠ ليتر في الثانية رغم غزارتها بخمسة أضعاف قديما، ولقد جاء اسمها من الكلمة العربية “القليب” وتعني البئر و”قويلب” تصغير البئر واستخدمت كلمة قلبان أي ٱبار في مواقع أثرية في الاردن ومن أمثلتها قلبان بني مرة في الجفر.

الحفريات والاكتشافات الأثرية عن عدة كنائس بنيت على نمط البازيليكا المعماري وهو طراز معماري خاص بكنائس تلك الحقبة يتميز ببناء مستطيل ومن هذه الكناىس كنيسة أم العمد وكنيسة التلة والكنيسة الشرقية وغيرها.

المدينة فيها تراكم حضاري من العصر الحجري القديم مرورا بالنحاسي والحديدي ثم اليوناني حيث بداية تأسيس المدينة الأثرية وذروتها في الفترة الرومانية والبيزنطية والراشدية والايوبية حيث بنيت المساجد فوق تل أبيل والمناطق المجاورة لما وصلها الجيش الإسلامي بقيادة شرحبيل بن حسنة.

المدينة معروفة لأهالي المنطقة رغم أن الغساسنة استوطنوها واعتبروها من المدن الرئيسية لهم.

كان أول من زار مدينة أبيلا الأثرية من المستشرقين الألماني سيتزن عام 1806 وصل سيتزن إلى تل أبيل وكانت المدينة في حالة دمار كبيرة بسبب الزلازل. ثم في عام 1879 زارها ا ميرل وكتب عنها في كتابه “شرق الأردن”، وفي عام 1888 زارها شوماخر وكتب عنها.
في القرن العشرين بدأت دائرة الآثار تنقيباتها عام 1959، ومن ثم بدأت حملات التنقيبات من الجامعات العالمية كجامعة لويس الأمريكية. ظلت الحملات التنقيبية تتوالى حتى عام 2004 وأسفرت الدراسات عن اكتشاف كبيرة في المدينة الأثرية ولكن معظم أجزاء المدينة لازم مطمور.

درس المدينة البروفيسور احمد ملاعبة عميد معهد (كلية) الملكة رانيا للسياحة والتراث في الجامعة الهاشمية في الفترة (2005-2010) حيث استكشف ووثق النظام المائي فيها والتابع لنفق اليرموك- ديكابولس وايضا وثق بقايا سبيل الحوريات وأشرف على عدة رسائل ماجستير عن المدينة وعلى نوعية المياه في ينابيعها وأنفاقها فيها آخرها دراسة طالبة الدراسات العليا مروة الشبلي العتوم، وقام بتنظيم حملات سياحية كبيرة منذ عام 1996وحتى الآن نحو آثارها ومحيطها.

ولقد اجريت دراسات حديثة لعدد محدود من الباحثين عليها وعلى حجراتها مثل دراسة خريس عن مخطط المدينة المتوقع ثم البشايرة والسعد من جامعة اليرموك على مصادر حجرتها والعمري من الجامعة الهاشمية التي درست طرق المحافظة على المدينة وبعض الباحثين الاخرين سيتم توثيقهم حال توفر الدراسات.

المدافن الجماعية المتواجدة في المنطقة بالمئات تتميز معظمها بالبوابات البازلتية الضخمة والمزخرفة باشكال تشبه النباتات والحيوانات إضافة إلى زخارف فنية متقنة وفي كل مدفن هناك مجموعة كبيرة من القبور المحفورة في الجدران أو الأرضيات أو الرانات (التوابيت الحجرية البازلتية) وهذه الرانات في كثير من الحالات بقيت بوضع جيد ولم تتعرض للدمار.

قرب المدينة من مدينة جدارا: ام قيس و مدينة كابيتولياس: بيت رأس يجعلنا أمام تحدي تأهليها و تشكيل المثلث الماسي للسياحة الأثرية والبيئية والجيولوجية والخضارية الشاملة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد