مفاجأة الحرب والإجلاء
تدخلت كل الدول لإجلاء رعاياها، من كل القارات. كانت أولوية كل دولة نقل دبلوماسييها وعائلاتهم، ثم الفئات الأخرى المتعددة من حملة جواز الدولة أو تصاريح الإقامة السارية، وهم العالقون. بعد ذلك زاد خطر تعرض طائرات الإجلاء للقصف أو إطلاق النار، فتوقفت بعض الدول عن نقل البقية من مواطنيها أو من يحمل إقامة، مثل بريطانيا. كل دولة حاولت جهدها لإجلاء رعاياها أو رعايا دول أخرى، لكنها مهمة اتسمت بالسرعة وتقليص الرحلات قدر الإمكان نظراً للأوضاع المربكة على الأرض، خاصة بعد تعرض طائرة إجلاء تركية عسكرية لإطلاق نار عند هبوطها في قاعدة «وادي سيدنا» على أطراف العاصمة الخرطوم.
عمليات الإجلاء تقع على كاهل وزارة الخارجية في كل دولة بالتنسيق مع وزارة الدفاع، هذا ما يجعل عملية الإنقاذ معقدة. دول الجوار، وأهمها مصر، من الطبيعي وجود أعداد كبيرة من مواطنيها في السودان. نقلت وزارة الخارجية عبر طائراتها المجموعة الأولى، ثم توقفت نظراً لاستهداف القاعدة الجوية، فتوجهت لنقل البقية عبر معابرها البرية الجنوبية، وميناء «بورتسودان». كانت ولا تزال المشكلة في المعابر البرية غياب الضمان الأمني، إضافة إلى رفع أصحاب المركبات والسيارات أسعارها إلى مبالغ كبيرة لنقل الهاربين إلى نقاط التجمع. حالة فوضى كبيرة في ظروف الحرب، ونستذكر آخر عملية إجلاء شهدناها بعد تولي «طالبان» السلطة في أفغانستان، ومشاهد محزنة لمحاولات فاشلة من الأفغان الخائفين للحاق بطائرات الإجلاء الأميركية، كانت عملية ناجحة للأميركيين، مؤسفة للبقية.
في حالة السودان، الإجلاء الكبير كان في ميناء «بورتسودان» إلى قاعدة الملك فيصل البحرية في مدينة جدة السعودية. وهو كبير لأنه لم يتوقف حتى اللحظة، يبدأ باستقبال السفارة السعودية لطلبات الإجلاء من مواطني أي دولة، وحتى تأمين نقلهم إلى الميناء، ثم عبر البحر الأحمر إلى جدة. السعودية ليست من دول جوار السودان، ولم يتبقَّ لها رعايا في السودان، لكنها وجدت نفسها أمام حالة إنسانية لم تكن لتتخلى عنها. ولأن الأمور متسارعة، والوقت مثل حد السيف؛ كان التنسيق بين القوات المسلحة السعودية والسفارة سريعاً، وتوجيه القيادة السعودية صريحاً بإجلاء أي إنسان لجأ إلى السفارة السعودية وطلب الإجلاء، أياً ما كانت جنسيته أو لونه أو عرقه أو ديانته. تواصلت الرياض مع أطراف الصراع في السودان لضمان أمن مواكب الإجلاء من الخرطوم إلى ميناء «بورتسودان»، حيث تستقبلهم القوات الخاصة السعودية، ثم تنقلهم سفن تجارية أو فرقاطات عسكرية سعودية تحت إشراف قوات البحرية الملكية السعودية إلى جدة.
الجهد الدبلوماسي والعلاقة الجيدة مع أطراف النزاع جعلا من السعودية لاعباً أساسياً في إنقاذ الآلاف من الناس، منهم موظفون أمميون، من خطر الحرب. أيضاً خبرة المملكة في إدارة الحشود التي اكتسبتها باستضافة الحجاج والمعتمرين كل عام، منحتها القدرة على سرعة التنسيق بين القطاعات المعنية؛ وزارة الداخلية التي سهّلت إجراءات الدخول، ووزارة الصحة التي باشرت رعاية المرضى، والقوات المسلحة بقطاعاتها التي أشرفت على استقبال الحشود الواصلة. التنسيق أيضاً يحصل مع سفارات الدول المختلفة لاستقبال رعاياها والتحضير لسفرهم إلى بلدانهم. لا شك أن تبعات الحرب مؤلمة تطال الجميع بلا اختيار أو تمييز، لكن الحقيقة أن السودان، رغم ما يعانيه اليوم من احتراب وغياب للأمن، محظوظ بالجهود السياسية، وطبعاً الإنسانية، من دول يهمها استقرار السودان وسلامة مواطنيه.
مقتل أمير قبيلة المجانين و16 من مرافقيه بغارة
عمالقة التكنولوجيا يرسمون مستقبل البشرية في الفضاء
المواد الغذائية التي تدخل لغزة لا تكفي لمواجهة المجاعة
طالب من الأردنيّة يظفر بذهبية برومين ماراثون عمّان الدَّوليّ
البنك الدولي يشكل فرق خبراء للتخطيط لإعمار غزة
حملة اعتقالات إسرائيلية تطال العروب وقباطية بالضفة
الفائزة بجائزة نوبل تؤكد دعمها لإسرائيل خلال اتصال بنتنياهو
ترامب: بوتين يريد إنهاء الحرب في أوكرانيا
روسيا: ارتفاع احتياطي النقد الأجنبي إلى مستوى قياسي
مستوطنون إسرائيليون يعترضون شاحنات مساعدات إنسانية .. فيديو
الوحدات يكتسح الجليل بسداسية نظيفة
إسرائيل تستعد لتسلّم جثث أسرى جدد الليلة
تفسير حلم الامتحان للعزباء في المنام
عائلة الدميسي تستنكر تداول فيديو الجريمة المؤسفة
قرار حكومي مهم بشأن الحجز على أموال المدين
وظائف شاغرة ومدعوون للمقابلات الشخصية .. أسماء
دلالة رؤية ورق العنب للعزباء في المنام
النقل البري تتعامل مع 17 ألف راكب يومياً في معان
41 دار نشر أردنية تشارك في معرض النيابة العامة الدولي للكتاب في ليبيا
وزارة الأوقاف تغلق مركز الإمام الألباني للدراسات والأبحاث
من هو رئيس مجلس النواب المقبل .. أسماء