الأم والزوجة
أسمعُ جدّتي تتلفظ بكلام اعتبره فاحشاَ، فأخجلُ من أمي ، وقد كان عمري عشر سنوات ...
تصرخ ُجدتي بيأس وغضب :
ـــ لا تنسي ! تذكري جيدا! سيكبر حسين ويتزوج، وتفعل بك ألكنة نفس ما تفعلينه بي الآن ! سيتغير وينساك بمجرد أن تضعه بين فخذيها، وتشير يبديها بذلك الفعل...
آه ... يا جدتي ...
ولما يعود أبي من العمل تشتكي إليه جدتي ما تفعله أمي معها، فينصتُ كعادته صامتاَ لأنه يعرف أن السبب تافه، ويعرف أمي جيدّا، بل ويعرف النسوة ومنطقهن!
وما إن تضع أمي مائدة الطعام أمامه حتى تشرعُ في الشكوى من جدتي...
يتناول الأكل وهو ساكت ، وأمي تدمدم متذمرة ... وبين الفينة والأخرى يقول مبتسما َ :
ــ إنها أمي ... إنهـــــــــا أمي ...
ــ أعرف بأنها أمك ! لكن لماذا لا تذهبُ إلى ولديها الآخرين؟
ــ إني محظوظ ... فضلتني عليهما ... وعلينا أن نفرح لا لنحزن...
ــ لا ... وجدتك أبلهاَ! خاوي الرأس!...
ــ بل إنها أثرتك أنت على كنتاها الاخرتان .. إنها امرأة مسنّة يا زّوجتي العزيزة، وأنت لا تزالين صغيرة، لكن سنكبر ونُصبح مثلها يوما ما... والعقوق وبر الوالدين ... دًينْ... دَينْ...وأنت تعرفين ذلك، فإن عققنا اليوم سنُعق غدا، ما في ذلك شك ! إنه قانون اجتماعي لا يتغير ، ثابت ....
وتقتنع أمي قليلاً ، وتهدأ ، لكن الشجارات لا تتوقف ، وافرح كثيرا لما تكون في فناء البيت ، وليس في الصالة ، بعيدا عن التلفزيون!
توفتْ جدتي في ليلة شتوية باردة ، فاختفتِ كل تلك الشجارات ، وتمنتْ أمي لو بقيت معنا ولو تخاصمتْ معها ألف مرة في اليوم ، وأسفت ْ أيضا أنها رحلت عنا قبل أن يتزوج أحد أحفادها أو حفيداتها ....
جدتنا التي أحببناها، وتربينا جميعناً في حجرها، وحملتنا فوق ظهرها، وأنقذتنا من عقاب والدينا، وحمتنا من تنمر الأطفال خارج البيت...
وقبل أن تتوفى بثلاث أيام، وقد اشتدّ عليها المرض نادت أمي، وأجلستها أمامها وقالت لها:
ـــ إني راضية عنك ! وراضية عن زوجك، وعلى جميع أولادك...
تحجرت الدموعْ في عيني أمي إذ عرفت أنه الوداع الأبدي، فاحتضنتها وقالت محاولة أن تبتسم: ـــ إنك أمي ..بل أفضل من أمي عائشة التي ولدتني ! .. الطبيب قال بأنها مجرد وعكة صحية ..
تُوفيتْ جدتي ، وحزن والدي كثيرا ... ومدحه الجيران والأقارب وقالوا عليه دعوة الخير، ومحظوظ أن توفتْ أمه عنده، أما عميْ الآخرين فكان الندم الحقيقي يعتصر قلبهما، فلم تعد لهما أي فرصة لكي يبرا أمهما...
و نضج الشاب، ومر الزمن بسرعة، وبعد سبعة سنوات من وفاة جدتي تزوجت ْ ....
وبعد سنوات قليلة توفي والدي، في ليلة شتوية باردة أيضا، في نفس الشهر الذي توفت فيه جدتي ...
أبي الذي كان سندي ...
رحل وترك لنا الأم...
ترك لي كلمات كان يقولها لها لما تصرخ في وجهه متضايقة من جدتي الراحلة ...
وها هي زّوجتي اليوم تقول نفس الكلامْ، نعم ، كما قال أبي إنها سُنّة من سُنن البناء الاجتماعي عندنا ، معادلة الأم والزوجة قارورة زيت ، وتُوجد في كل بيت ...
ولا استطيع إلا أن أرد بما كان يردُ والدي ..
و تصرخ زوجتي غاضبة : ـــ يا سلام ! القيم الإسلامية لماذا لا يلتزم بها إخوتك الآخرون ؟ لماذا أنت فقط ؟...
فأجذبها ، وأقبلها على رقبتها ، ثم أهمس في أذنها : ـــ إذا رضيتْ عني وعنك ، فذلك فيه نفع كبير لأولادنا ، وسيصرفُ الله عنهم المصائب ويبارك لهم في حياتهم ودراستهم ... هذا قانون اجتماعي لا يتبدّل ....
تريد ُ أن تقول شيئا ، يدخل ابني الصغير ، فتبتعد عني ..
حقيقية اجتماعية ، ليستْ فقط أمي سابقاَ ، أو زّوجتي الآن ، وربما كنتي غدا ، وكذلك الكثير من النسوة والزوجات لا يُدركنها ، أن الزمن يمر بسرعة ، وغدا سنشتاق إلى أحباء نتضايقُ منهم اليوم !
نشاطات شبابية وتنموية بعدة محافظات
معظم البنوك المركزية بالخليج تخفض أسعار الفائدة
ترامب: أتطلع للقاء الرئيس الصيني خلال ساعات
الأردن يؤيد قراراً أممياً يطالب بإنهاء الحصار عن كوبا
بلا تهديد وسلاح .. خطة إسرائيلية أمريكية جديدة لغزة
انخفاض داو جونز وارتفاع مؤشر نازداك الأميركي
وزير الداخلية للطلبة: لا تكونوا عبئاً على الوطن
الوحدات يفوز على المحرق البحريني بدوري أبطال آسيا 2
البروفيسور ويلسون يحاضر بالكلية الجامعية العربية للتكنولوجيا
الدولة التي تعيش على القروض وتتغذى على الفساد
مهم بشأن انتخاب رئيس البلدية وأعضائها
مدعوون للامتحان التنافسي والمقابلات الشخصية .. أسماء
مخالفات سير جديدة سيتم رصدها إلكترونياً
مدعوون للتعيين في الصحة .. أسماء
ارتفاع إجمالي الدين العام للأردن
تعهد بـ 50 ألف دينار لمرتكب هذه المخالفة
زيت شائع يدعم المناعة .. وآخر يهددها
وثائق رسمية تكشف مبادرة نجاح المساعيد بالطلاق
عقوبة مرور المركبة دون سداد رسوم الطرق البديلة
محافظة إربد: كنز سياحي مُغيَّب .. صور
صناعة إربد واليرموك تبحثان التعاون لخدمة القطاع الصناعي
فرد الشعر الكيميائي يرفع خطر السرطان بنسبة 166%


