كيانٌ في مهب الريح

mainThumb

16-05-2023 01:33 PM

أصبح الوقت لا يخدم دولة الاحتلال، فكل يوم يمر يؤكد حق الفلسطينيين في بلادهم، ويؤكد أكثر يأس المرتزقة اليهود من العيش الآمن في فلسطين، بالرغم من دعم الموقف الدولي الذي تضع اسرائيل قدمها على طرف منه، وقدمها الأخرى على الطرف الآخر، وكلما زاد التنافس بين الدول الراعية لها وابتعدت شقة الخلاف بينهما زاد ألمها وكادت تتمزق، فإما أن تنحاز إلى طرف منهما وتكون عنقها حينها في يد الطرف الآخر، وإما أن تحافظ على توازنها وتبقى ( قدم هنا وقدم هناك) ومع ازدياد رقعة الخلاف سيأتي يوم وتتمزق إلى نصفين وتفقد الحياة..

ثم إن اسرائيل تتنازعها عدة اتجاهات، وتتقاسمها عدة أطراف، ويهدد وجودها أكثر من تيار..
الصهيونية، العلمانية، يهودية الدولة، الأصوليون اليهود، ناهيك عن عدم التزامها بالشرعة الدولية، ثم الأهم من كل ذلك، ثبات الفلسطينيين وعدم تفريطهم بأرضهم..

كل هذه العوامل تجعل الكيان في مهب الريح، وخاصة العوامل المتعلقه بها، هي التي ستنهيها في أول قرار من أحد أطراف الاستعمار المتناحرين على البلاد العربية برفع الحماية عنها.
أخطر ما تفعله اسرائيل، وتلعب به دون حساب للعواقب، هو انحيازها إلى أي طرف من أطراف النزاع الدولي، وبالأخص اللاعبون الأساسيون في الموقف الدولي.. "الأوروبيون والأميركان"، وهو ما تقترب من هوته الآن، بقيادة نتينياهو الذي يدفع بإسرائيل الى الحضن الأميركي، والجانب الأميركي الذي لا يملك أدوات حل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني، وأهمها أن أميركا لن تستطيع استئصال الكفاح المسلح في غزة والضفة الغربية، ولن تستطيع أيضا إقناع الصهاينة بتصور وجود دولة فلسطينية على حدودهم، ناهيك عن أن الطرف المنافس للأميركان يملكون كل خيوط اللعبة، وبمجرد ارتماء إسرائيل في الحضن الأميركي ستبدأ الحراب التي كانت تدافع عنها، تمزقها من كل اتجاه وتقض مضجعها..
دائماً الطمع يصاحبه غباء فطري، فالصهاينة منذ وعد بلفور إلى الآن، وهم يطمعون أن الدول الغربية، ستمكنهم من فلسطين تدريجياً، لكن الأمور لم تسر كما ظنوا، فالموقف الدولي تركهم يصارعون للبقاء والاستمرار دون جدوى، فالغرب جعلهم مطية للسيطرة على بلاد العرب، مطية فحسب، وليس لها من الغنيمة إلا ما تأكله المطية..

وفي النهاية فإن إسرائيل تشبه نجمة تتلألأ للذي ينظر إليها من بُعد ملايين السنين الضوئية، ولكن في واقعها وموقعها قد ماتت منذ ملايين السنين الضوئية.
فهي تعمل خارجها وفي الدول المخدوعة بها من الدول المستَعمَرة، لكنها في واقعها خائرة ومنتهية وليس لها واقع الا في عيون المضبوعين بها..
ولن تستطيع البقاء أمام صحوة الشعوب وانتفاضتهم التي تقترب شيئاً فشيئاً، وعلى الشعوب التحضير لتلك اللحظة التاريخية..


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد