امرأة معتوهة

mainThumb

20-05-2023 02:27 PM

إني أكره تلك المرأة، ولا أريدها أن تدخل بيتي ما دمتُ حياّ. أنذّرتُ زوجتي إذ وجدتها في البيت، فإني سأطلقها، نعم أطلقها، وليس شتمها أو ضربها، وإنما أطردها وإن كان لي معها ستة أولاد أصغرهم يبلغ من العمر أربعة عشر سنة!
كانت في الماضي من أهم حبيبّات زوجتي، ولا تكاد زياراتها تنقطع عنا. بيت زّوجها حمزة لا يبعد عنا كثيرا... بضعة أمتار ...
العام الماضي ، في موسم الحصاد تجادل سي لونيس مع ابن أخيه حمزة ، الذّي كان غائبا ، حول الحصاد ، والحدود الفاصلة بين الحقول ، فكما تعلمون هذه المشادات تحدث بكثرة في مواسم الحصاد والبذّر ...
وازداد نقاشهما ، ولأن ابن سي حمزة كان شابا غرّا ومتسرعا فإنه تناول عصا غليظة ، وضرب عمه على غير انتظار منه ، فسقط أرضا مغميا عليه ...
وجاءت سيارة الإسعاف وحملته إلى مستشفى ابن سينا...
وفتح رجال الدرك التحقيق ،وشرعوا في تسجيل الشهادات ...
ودونوا شهادة تلك المرأة المعتوهة، فقالت بأن عبد المالك من ضربه على حين غرّة..
ماذا ؟ صعقتُ ... ولم أدري ماذا أقول ولا بماذا أرد ؟...
نعم، كنتُ حاضراَ، لأفض النزاع و أهدئ من الغضب المتفجر، ولم أكن وحدي وإنما كنا بضع جيران!
كنتُ سأدخل السجن ، لا قدر الله ، لو توفي سي لونيس ، لأن الشاب التزم الصمت ، واكتفى بهزّ رأسه موافقاً على كلام أمه ضدي!
بعد يومين أفاق سي لونيس ، وشهد بأن ابن أخاه سي حمزة هو الذّي ضربه ، وهو يُسامحه، وأن لا علاقة لي بالنزاع لا من قريب أو بعيد ...
وحينما ذهبتُ أعود سي لونيس التقتُ حمزة عنده ، فطلب مني الصفح ، وأن أعفو عن زوجته وابنه ، فوعدته بذلك وأخلفتُ متعمدا ، بأن منعتُ زوجه المعتوهة أن تدخل داري ...





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد