المشروع العربي القادم

mainThumb

17-06-2023 02:03 PM

في جلسة حوارية ضمت عددا من السياسيين والمفكرين والعسكرين المتقاعدين، تساءل عدد كبير منهم عن المشروع العربي في مواجهة المشروع الأمريكي، أو الصهيوني، أو الإيراني، أو التركي في المنطقة.

في نظري أن المشروع العربي القادر على مواجهة هذه المشاريع في المنطقة هو المشروع العربي الإسلامي، بعد أن أثبتت المشاريع القومية والإقليمية والقطرية فشلها الذريع، وذلك للعديد من الأسباب لا مجال لذكرها الآن.

المؤمن بالله ورسالته إلى نبيه صلى الله عليه وسلم، ليدرك بما لا مجال للشك فيه أن الله قد أوكل لهذه الأمة العربية واجبا، وهو حمل رسالة الإسلام توحيدا وعدلا وبناء، وقد فهم الصحابة رضوان الله عليهم هذا الفهم العميق وهم العرب الأقحاح.

فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "نحن قوم أعزنا الله بهذا الدين، فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله".
وقال ربعي بن عامر رضي الله عنه لرستم قائد الفرس:" لقد ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة".

فالإسلام بمثابة الروح للجسد العروبة، فهي بدونه جثة هامدة لا روح فيها، ولأن الدين منهج حياة، وليس للعبادات فقط، بل هو منهج دعوي وسياسي وفكري واقتصادي وجهادي ومعاملات وحدود وأحكام، فأي محاولة لفصله عن أي منحى من هذه المناحي سيكون بعيد عن المشروع العربي الإسلامي.

لذلك فالمشروع القادر على مواجهة كل المشاريع التوسعية في المنطقة، وقادر على تحقيق الوحدة بين أبناء الأمة، وتحقيق الحرية والعدالة فيها، والنهوض بكل مقدراتها هو المشروع العربي الإسلامي، ناهيك عن الزخم الذي سوف يحققه بالتفاف الأمة الإسلامية حوله.

لذلك فإن الرئيس صدام حسين حاول أن يبعث برسائل في نهاية سنوات حكمه، من تطبيق الحملة الإيمانية، وتطبيق بعض أحكام الشريعة الإسلامية، ومن خلال تصريحات مسجلة خلالها وخلال فترة محاكمته، إلا أن الوقت لم يسعفه ليتبلور هذا المشروع، ولم تستطع الحركة القومية التقاط هذه الرسائل، أو لم تشأ التقاطها.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد