منصات حزبية

mainThumb

15-07-2023 05:54 PM

في الدعوة الى التحزب، دعوكم من منصات التواصل الاجتماعي والمنصات التقليدية مرحلياً، فالشباب يجفلون منها ولا يقربونها إلا للترفيه، ظنا منهم أن هذه المنصات مراقبة وأن الشاب حتى لو وضع إعجاباً فقط سيحاسب عليه، لذلك يحاول أن يثبت للمراقبين و"العسس" على مواقع التواصل أنه يبرأ من الأحزاب وممن يتكلم في السياسة، وإن قلت له إن الحكومة تدعوك إلى الانخراط في الأحزاب، يقول.. هيهات..!! (شنشنة أعرفها من أخزم)..!!
و"أخزم" هذا كان ابناً عاقّاً بأبيه، فمات..! وترك وراءه أبناء، فوثَبُوا يوما على جَدِّهم "أبي أخْزَمَ" فأدْمَوْهُ فقال:
إنَّ بنَّي ضَرَّجُونِي بالدَّمِ//
شِنْشِنَةٌ أعرفُهَا من أخزم..
والشنشنة هي العادة.. والمعنى أن الشيخ اعتاد من "أخزم" العقوق، ومضى أبناؤه على ما اعتاده من العقوق، والشباب يعرفون جيداً شنشنة الحكومات، فمرحلة عدم السماح بالتحزب الراحلة، ومرحلة السماح بالتحزب القادمة، لن تختلف عند الحكومة في التعامل مع الأحزاب والمنتسبين إليها، وهو -عدم السماح بقيام حزب حقيقي- وإن صرحت بأنها تدعم الاحزاب!! فهي مثل أيام أخزم وأيام أبنائه في عقوق الجد! والشعب المضرج بالدماء يصرخ بأعلى صوته: شنشنة أعرفها من الحكومة، ولا حياة لمن تنادي..

على ذلك يجب أن تحتال الحكومة على الشباب وتبتكر منصات جديدة، ألفها الشباب واعتادوا عليها، بالرغم من أن الحكومة وأذرعتها ابتكرتها لغرض آخر، ووجهتهم اليها واطمأنوا إليها وتعلقوا بها.... مثلاً تسمح لأصحاب "البكبات السوداء الكبيرة" وسيارات "الجيب الفارهة"، وسيارات الثمانينات والتسعينات اللامعة من الخارج، بأن ينزعوا اسم العشيرة الشامخ على زاوية زجاج السيارة الخلفي وتضع مكانه اسم حزب سينتسب اليه صاحب السيارة، ولا بأس لو خمّس بسيارته في الفوارد والتخريجات لزيادة الأكشن في الترويج للحزب، أو تستثمر في قطاع أغاني الأفراح والدبكات، فتصنع أغاني تمجد الحزب، وترفع من شأنه، وتصف أفكاره الملهمة، وقيادته الحكيمة، وتصور رفاهية البلد بوجود الأحزاب، كل ذلك يصاحبه "المجوز" وإيقاع يلهب الشباب بالدبكات، وتتغنى به الغانيات في الصالات، عندها يتردد اسم الحزب على مواقع التواصل جميعها، ويصبح رقماً صعباً لا تستطيع الهيئة منعه..
وبذلك تستطيع الحكومة تغيير مفاهيم واتجاهات الشباب نحو العمل الحزبي، وضخ دماء فتية في "قطاع" الأحزاب الحائر بين الفكر ومصلحة الشعب، وبين مصلحة المتنفذين والحكومة، في وقت يئس كهول الأحزاب من الفئتين من المستقبل لشدة سوء الحاضر، ولا بد من الاطمئنان على مستقبل البلد السياسي بتوجيه الشباب الى التحزّب، واستمرار "التعاليل السياسية التي تُشبهنا" في أفقنا الوطني الثابت على مبادئه التي أرادها المنشئون الأوائل..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد