ومضة: باءُ المتروك والمأخوذ

mainThumb

29-08-2023 12:05 AM

 

دائِمًا ما أعودُ أدراجي إلى الأمثال: (كَلامُ الجدّاتِ المقتَضب المُرسَلِ إلى ما يُشبهه). ودائمًا ما أجِدُ هناكَ ضالّتي.

"بدّلوا غزلانها بِقرودها"، مَثلٌ مشهورٌ فلسطينيًا، ولا قصّةَ حقيقيّةَ أو مُختَلَقة عن مناسَبته (حسبَ ما وجدت)، إنّه يأخذُ مساحة في رأسي حاليًا لأسباب لا أعرفها تمامًا، أو إطلاقًا؛ لذا يجدُرُ بي فهمه بالشّكل الصّحيح على الأقل.
تدخُل الباء في (بدَّلَ) ومشتقاتها في اللّغة العربيّة على المَتروك، تقول الآيات: "أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير"، "ولا تتبدّلوا الخبيثَ بالطّيب"، "وبدّلناهم بجنّتيهم جنّتين ذواتي أُكُل خمطٍ وأثلٍ وشيء من سدرٍ قليل"، "إنّ الذين اشتروا الكُفر بالإيمان لن يضرّوا الله شيئًا"، وقد أجازَ مَجْمَع اللّغة العربيّة، دخولها على المأخوذِ وليسَ المتروك، استدلالًا بموضعٍ واحد في القرآن: "فليقاتِل في سبيل الله الذين يَشْرُون الحياةَ الدّنيا بالآخِرة" (يشرون بمعنى يبيعون)، وبعض الأحاديث والأبيات، وقالوا الأفصَحُ دخولُها على المتروك.
إذنْ، علينا أنْ نقول في المَثَل: "بدَّلُوا قرودها بغزلانها"، بالنّظر إلى أنّ المتروكَ (بالضّرورة) هي الغزلان، والمأخوذ هي القُرود؛ استنادًا إلى التاريخ وفهم الطّبيعة العربيّة، وأُسس الإبداع في الانتقال من الأسوأ إلى الأكثر سوءًا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد