الديموقراطية الغربية

mainThumb

30-08-2023 12:52 PM

الغرب المتوحش، والمتجاهل لإنسانية الآخرين، له مصطلحات خاصة به، ومن ضمنها مصطلح الديموقراطية، فهو غير الديموقراطية التي يعرفها العالم، بل تعني أنه لا حق للشعوب التفلت من قبضتها، ولا يحق لها أن تصرخ وهي تأكل خيراتها، ولا الاعتراض على الحكام الذين تضعهم ليشرفوا على مصالحها وينهبون الشعوب التي تئن تحت نيرها، وتحرمهم من خيرات بلادها..

نموذج التوحش والصفاقة الغربية هو فرنسا، التي تصارع أمم أفريقيا التي تحاول التحرر من سجنها والتمتع بخيراتها، لكن ديموقراطية فرنسا ترى أن سلوك الأفارقة هذا لا يناسبها، فالديموقراطية حسب وزيرة الخارجية الفرنسية، تعني أن يبقى شعب النيجر يعيش بالفقر والتخلف ويلقي بخيراته في بطن فرنسا، فقد قالت الوزيرة: إن ما حصل في النيجر "إنكار للديمقراطية"، وهي تعني أن النظام (المخلوع) الذي يعمل لها هو الشرعي، أما النظام الجديد (المجلس العسكري) الذي يريد تحرير بلاده ويستعيد حقوق شعبه فهو يتعدى على الديموقراطية الفرنسية التي تعني أنه لا أحد يستطيع منعي من شرب دمائه.

أما الرئيس الفرنسي الديموقراطي، صرح أن بلاده ستواصل "سياستها الحازمة" بعدم الاعتراف بالانقلابيين في النيجر ودعم الرئيس (المخلوع)، ولو أن فرنسا تستطيع الوقوف في وجه أميركا، لشنت حرباً شعواء على المجلس العسكري في النيجر واستأصلته، ولكنها لا تعترف إلا بالقوة، ولا يردعها إلا أميركا.

ولم تخفِ فرنسا استياءها من الموقف الأميركي، الذي جعل جهود باريس لإعادة الرئيس المعزول إلى السلطة تذهب أدراج الرياح.. حتى أن الخارجية الفرنسية، اعتبرت أن الموقف الاميركي هو الذي أربك الجهود الإفريقية وأعطى المجلس العسكري في النيجر غطاءً سمح له برفض كل المبادرات.

إذن فرنسا في مأزق فهي تواجه أميركا والموقف الدولي منفردة، فلم يبق في العالم استعمار متوحش كالذي تمارسه فرنسا ولن يؤيدها أحد، ولانه ليس لها مبادئ تكبحها عن الشر، فقد جاءها من هو شر منها، لذلك ارتدعت ووضعت ذنبها بين رجليها وانسحبت ذليلة، ولم يبق لها إلا التصريحات الفارغة..

فرنسا تمتص خيرات مستعمراتها حتى آخر رمق لشعوبها، ولا تعترف إلا بعملائها الذين يحثون الذهب في حجرها، فتمكنهم من أكل فتات موائدها، لقاء قمع الشعب حتى تبقى فرنسا مسيطرة، والآن آن الأوان أن تتبدل بالنعمة فقراً وضنكاً، فها هي مستعمراتها تتساقط واحدة تلو الأخرى كأحجار الديمنو، ولا تستطيع إيقاف الانهيار..






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد