أعد ترتيب أولوياتك

mainThumb

06-09-2023 03:33 PM

يقول لي: هوّن عليك ، و حاول أن تنظر بعيدا للأفق ، فتحمل معك قلما و ورقة ، و تركز معي لهمساتي ، فلربما تكون فيها فوائد تنفعك ، فتحمل كلماتي محمل الجدّ ، فنحن في زمن عزّ فيه الناصح ، و قلّ فيها الآخذ بالنّصيحة .
يقول لي : وجدت الكثير يهمل السّنن ، يهمل التّخطيط ، فحياتنا مدرسة مفتوحة ، مملوءة بالفرص ، مليئة بالتّجارب.
ربّما يكون لِلْكثير مشاريع وبرامج ، ويوجد لدى بعضهم اهتمامات كثيرة ، لكنّ المؤسف ، أن تلك المشاريع و البرامج معدومة الرّوح ، تحتاج لهندسة و ترتيب أولويات .
أنصحك أن تتّجه لذاتك ، تبحث عن خصائصك النّفسية ومواهبك ، واستعداداتك ، وطاقتك الكامنة .
فتتحدى المعوقات ومكبلات الانطلاق ، فحينها تتحرّر الرّوح من الأسر و الضّغوطات الخارجية ، فسوف تنطلق صوب الهدف بقوة و عزيمة .
و للموارد والإمكانيات المتوفرة لها أهميتها ، لكنّها لا تعطي أكلها ، مالم نفجر الطّاقة الموجودة بداخلنا ، و نستغلها أحسن استغلال . فالموهوبون في كلّ مجالات الإبداع وظفوا أقصى قدراتهم ، فحقّقوا بذلك الرّيادة و التّميز في مجالات تخصصهم .
قد لا يعير البعض أهميّة صرف الأهداف لاتجاهها الصّحيح ، فيتجه الاهتمام لفروع القضايا التافهة ، فتصرف بذلك الجهود الكبيرة لمشاريع صغيرة ، وحقّها أن تستغلّ في الأمور الكبيرة والقضايا ذات الأولوية ، تستغلّ في القضايا الاستراتيجية الّتي تشغل عقول الكِبار .
قد تنسينا انشغالنا بالمشاريع ، أن لا يكون في مخرجات الأهداف اهتمامات خاصة ، يعود علينا نفعها ، فنحقق سعادة ذواتنا ، وتكون لنا في مشاريعنا مخرجات لها عوائد إنسانية ، نسعد بها غيرنا ، فإن لم يكن لمشاريعنا عوائد نفعية ، نلمس أثرها في المجتمع ، فالإنسان الناجح يسعد بسعادة الآخرين .
و لنضع نصب أعيننا ، مهما كانت قوة الأسباب و قيمتها ، فهي تظل تفتقر لركائز مهمة ، تفتقر لثقتنا في عون الله و توفيقه ، تفتقر لنصر الله و تأييده ، ثم يلي ذلك ثقتنا في أنفسنا فالمهزوم ، لا يحرر ذاته ، و بالأحرى لا يغير واقعه السلبي .






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد