الاستعداد لزلزال محتمل بات ضرورة إنسانية ووطنية

mainThumb

11-09-2023 08:05 AM

ماذا فعلنا استعدادا لزلزال محتمل؟

طرحت هذا السؤال بعد الزلزال الذي وقع في تركيا وسوريا قبل شهور واجد ضرورة لطرحه بعد زلزال المغرب إذ أصبح كابوس الزلازل يقلق البشر والحجر، وأصبح من المهم الإفادة من التجربة، وان نكون أكثر استعدادا لأي طارىء مشابه- لا قدر الله- لاسيما أن التوقعات قائمة منذ سنوات باحتمالية أن يكون الأردن من ضمن المناطق المهددة، وربما زادت التوقعات بعد الزلزال الذي ضرب تركيا وشمال سوريا الأخير بحكم التغييرات التي حدثت على الأرض.

إن الاستعداد لهكذا احتمال أسهل بكثير، وكلفته أقل مما لو بقينا نقول لا يمكن التنبؤ بذلك، أو أن هذا التنبؤ يمكن أن يحدث فوضى …الخ فهذه الفوضى ستحدث لا محالة لو وقع زلزال، وشدتها ستكون أكبر، وكلفتها ستكون أضخم، وبالتالي، فإن الجاهزية للظروف أيا كانت واجبة على كل حال بدلا من التكاليف الباهظة على مستوى معاناة الناس وتكاليف إنقاذهم وعلاجهم، وانتظار المساعدات التي لا تسمن من جوع وقلما تنقذ حياة اذ تصل غالبا بعد فوات الأوان .

يتوقع من جميع مؤسسات الدولة بدءا من الحكومة وانتهاء برياض الأطفال والحضانات أن تبدأ بتشكيل خلية أزمة من الخبراء لديها؛ لتدارس وضع المؤسسة من جوانبها كافة، وكثير منها أصبح لديه خبرة من معايشة جائحة كوفيد يمكنها أن تستغلها مع الاختلاف الكبير بينهما.

يتوقع من الحكومة اليوم أيضا أكثر من أي وقت مضى أن تبدأ بالكشف عن البنايات لا سيما القديمة لمعرفة حالتها وإبلاغ ساكنيها، ولهم الحق بعد ذلك في اتخاذ القرار المناسب إن لم تقم الحكومة بفعل شيء بحجة الظروف الاقتصادية لا سيما أن هذا الأمر سيكون مكلفا على الجميع، ويمكن لنقابة المهندسين أن تسارع بالتنسيق مع الحكومة أو بالتطوع منفردة بتشكيل فرق من المهندسين لتدريبهم على ذلك وتكليفهم بهذه المهمة

على المواطن أيضا واجب حماية نفسه وأسرته بالكشف عن بيته أو عمارته مع بقية سكان العمارة، ويمكنه أن يبدأ فورا ودون انتظار احد.

يتوقع من الحكومة والبلديات أيضا أن تبدأ بتغيير استراتيجيات تخزين الطعام والدواء، وما يمكن ان تحتاجه من اليات وسيارات …الخ في أماكن بعيدة عن التجمعات السكانية لتحميها وتسهيل خروجها.

نتوقع من الحكومة أيضا تعزير التواصل مع الجهات العالمية، ودعم مؤسساتها المعنية بالكشف عن أي نشاط زلزالي مريب، ويتوقع منها إخبار الناس بأي توقعات ممكنة، والمواطن يختار ما عليه فعله، فما زال كثير من الناس لديهم أهل وأقارب في الأرياف يمكن أن يرسل أطفاله -مثلا- إلى هناك بدلا من بعض البنايات المتهالكة.

نتوقع من نقابة المهندسين الكثير، وهي أهل لذلك من تدريب الفرق للتعامل مع مثل هذه الظروف، وكذلك نقابة الأطباء والصيادلة بتكثيف دورات الإسعاف، أيضا المدارس والجامعات عليها تفقد بناياتها، وتدريب موظفيها وطلبتها على آليات التعامل مع أي حادث لا سيما الخروج المنظم، وعقد الدورات المكثفة لهم وللمجتمع المحلي أيضا.
لكننا نتطلع إلى الجيش، وحق لنا ذلك بحكم ثقتنا بقدراته أكثر من المؤسسات الأخرى؛ ليقوم بكل ما يمكنه مما ذكرت آنفا، فالاستعداد لزلزال محتمل بات ضرورة إنسانية ووطنية.
حمى الله الاردن والإنسانية جمعاء.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد