38 عامًا على مجزرة "حمام الشط"
السّوسنة
الساعة العاشرة صباحًا، الثلاثاء، الأول من أكتوبر (تشرين أول) 1985، سرب من الطائرات الحربية الإسرائيلية (قُدرت بين ست وثماني طائرات) تُغير بالصواريخ على المربع الأمني في ضاحية حمام الشط، جنوب العاصمة التونسية، في محاولة للقضاء على قيادة الثورة دفعة واحدة، وخلّفت الغارة الإسرائيلية وراءها 50 شهيدًا فلسطينيًا، و18 شهيدًا تونسيًا، و100 جريح، وخسائر مادية قُدرت بـ8.5 مليون دولار.
كانت هناك العديد من المقرات التابعة للمنظمة: مكتب الرئيس الفلسطينيّ الراحل الشهيد ياسر عرفات، وبيته الخاص، ومقر الحرس الرئاسي، والإدارة العسكرية التي تحتفظ بأرشيف مقاتلي الثورة الفلسطينية، والإدارة المالية، وبعض بيوت مرافقي أبو عمار والموظفين في مؤسسات المنظمة، جميعها سُويت بالأرض خلال أقل من عشر دقائق، مستهدفة بشكل رئيس الرئيس الراحل ياسر عرفات، الذي نجا بعد مغادرته المكان قبل القصف بنصف ساعة، وقالت رواية أخرى: وصل أبو عمار إلى مطار تونس - قرطاج في العاصمة تونس، وافدًا من المغرب، في ليلة المجزرة. كان في استقباله وزيرٌ تونسيّ وعدد من كوادر منظمة التحرير، رصدت عناصر الموساد موكبه يتحرك نحو مقر قيادة المنظمة في حمام الشطّ. وإلى جانبه جلس حكم بلعاوي في السيارة، وهو السفير الفلسطيني في تونس آنذاك، وأخبره بأن ضيفًا عربيًا هامًا ينتظره في مقر إقامة السفير، في ضاحية مرسى النسيم شمال العاصمة تونس. فورًا، أمر أبو عمار سائقه بالخروج عن سرب السيارات الطويل، والانزواء يمينًا نحو مرسى النسيم، بينما واصل الموكب طريقه العاديّ نحو حمام الشطّ. لم ينتبه عملاء الموساد إلى هذا التغيير المفاجئ. في مقر إقامة حكم بلعاوي، اجتمع عرفات مع ضيفه العربيّ وتواصل اللقاء حتى ساعة متأخرة من الليل، فقرّر في أعقابه المبيت هناك.
أبو عمار خرج بعد الغارة مباشرة ومن فوق الدمار، أعلن للعالم عبر وكالات الأنباء والإذاعات والتلفزة أنّه حي يرزق. وذلك في الوقت الذي كان فيه ضباط مخابرات الاحتلال وقادة الأجهزة الأمنية فرحين بمقتله وعدد كبير من قادة منظمة التحرير الفلسطينية، في عملية القصف التي أُطلق عليها اسم "الساق الخشبية"، لكن الحس الأمني للمقاومة الفلسطينية كسر تلك الساق.
وفي شهادة مدير مكتب "وكالة الأنباء الفلسطينية - وفا" في تونس طاهر الشيخ على تلك المرحلة يقول: كان ضباط سلاح الجو الإسرائيلي بقيادة عاموس لابيدوت، يرافقهم عناصر الموساد بقيادة ناحوم أدموني، يستعدون للاحتفال بالمجزرة، حتى ظهر لهم أبو عمار فجأة متصدرًا الشاشات، واقفًا على رُكام بيته المدمر، متوعدًا إسرائيل بالرد القاسي.
علم الاحتلال عبر جواسيسه أن القيادة الفلسطينية على موعد مع اجتماع كبير ومهم في مربعها الأمني بحمام الشط عند التاسعة والنصف من صباح الثلاثاء الأول من أكتوبر 1985، فأعد عدته للهجوم على الاجتماع وكسر ما لم يستطع كسره في احتلاله ومحاصرته لبيروت طيلة 88 يومًا في صيف عام 1982.
دعت القيادة ضباطها وقادتها في الجزائر وتونس واليمن إلى الالتحاق بالاجتماع، وفي صباح يوم الاجتماع كان ياسر عرفات يتمشى على شاطئ البحر، وعند الساعة التاسعة أبلغه مدير مكتبه العسكري بتأجيل الاجتماع، لأن عددا من كبار الضباط لم يتمكنوا من الوصول إلى تونس بسبب حجوزات الرحلات الجوية، ما حتم تأجيل الاجتماع للمساء.
في عدد من التقارير الإخبارية المنشورة مؤخرًا من قبل شبكات إعلامية تونسية وعربية، بدا واضحًا اختفاء آثار القصف الإسرائيلي على حمام الشط، رغم مطالبات بإبقائه شاهدًا حيًا على الجريمة الإسرائيلية. ولم يتبقَّ من المكان سوى مقبرة الشهداء وساحة ينتصب فيها تمثال الشهداء والذكرى.
رغم ندرة تفاصيل تلك الغارات الهمجية، والصور الآتية منها، وقلة من كتبوا عنها وعن أسماء من رحلوا فيها شهداء، إلا أنها عُدّت أكبر محاولة احتلالية لاغتيال قادة الثورة وعلى رأسهم أبو عمار، وربما تكون الوحيدة خارج حدود لبنان التي يحاول فيها الاحتلال القضاء على قادة فلسطينيين بالقصف بالطائرات الحربية.
في حمام الشط، التصق اللحم باللحم، وتداخلت الأعضاء الجسدية للشهداء الفلسطينيين والتونسيين، ومن أسماء الذين دُفنوا في مقبرة شهداء فلسطين: عبد العزيز إبراهيم، ومحمد أحمد حجازي، وعزيز صالح زعيني، وفيصل محمود شريدي، ومحمد محمود عواد، ونجيب موسى، ومنيرة الحصري، وزياد نعساني، وعلي أبو خضرا، ومحمد شهاب، ومحمد سعيد العيساوي، وصالح عوض، ويوسف الداية، وهدى شعلان، ونبيل قشعم، وأحمد عيد هلال، وجهاد مقاري، ومحمود موعد، ومحمود المدني، وعبد الناصر صليبي، وحامد أبو حمص، وأحمد عمر عوض جابر، ومجدي شفيق الأنصاري، وسعد محمد بدوي، وفؤاد مصطفى أبو الفتح، ومحمد الغول، وجورج مريبع، وعلي جوهر، وعبد الحليم جرار، ومعتصم عبد اللطيف هواري، ونعيم يوسف عازم، وعبد الكريم عارف عبد الخالق، وجميل أبو النور، وبسام سليم حرور، وخضر داود الطيراوي، ومحمد عبد الله أبو عياش، وخالد أبو الغول، وخالد أبو الغول، وعرفات شاهين، وطه عبيد، وتيسير الشهابي، وسمير إسماعيل، وعلي أزموز، ورياض طه، ومحمود ضاهر، وسامي البعاج، وعلي عيسى الخطيب، وفادي أبو وائل.
وتضع سفارة فلسطين في الجمهورية التونسية كل عام إكليلاً من الزهور على أضرحة الشهداء في حمام الشط.
طرح عطاء لشراء كميات من الشعير
دائرة الجمارك: التخليص على 800 مركبة يوميا في حرة الزرقاء
الأشغال: إغلاق طريق الموجب لمدة 3 أسابيع
عطية يطالب الحكومة بإعادة العمل بالتوقيت الشتوي
بنك الإسكان يعقد جلسة تدريبية تفاعلية
تحرك برلماني يطالب السعودية بإعادة النظر في قرار الحافلات
الفاو: الأردن نموذج إقليمي للأمن الغذائي
علينا ان لا نثق بالكيان الصهيوني
صندوق الحسين للإبداع يقدم دعما لجائزة الحسين لأبحاث السرطان
دوام استثنائي الجمعة في حرّة الزرقاء لتسريع موافقات المركبات
الأردن يشارك في اجتماعات تعزيز العمل الإحصائي في عُمان
إغلاقات وتحويلات مرورية بالتزامن مع انطلاق ماراثون عمان الجمعة
التربية تقرر تعديل دوام المدارس حتى بداية رمضان
المحكمة الدستورية تنظم ندوة حول عمل المحاكم والمجالس الدستورية
القطاع الحكومي يعلن عن برنامج توظيف شامل .. رابط
تفسير حلم الامتحان للعزباء في المنام
عائلة الدميسي تستنكر تداول فيديو الجريمة المؤسفة
رئيس مجلس أمناء الكلية الجامعية للتكنولوجيا يلتقي الهيئة التدريسية
وظائف شاغرة ومدعوون للمقابلات الشخصية .. أسماء
قرار حكومي مهم بشأن الحجز على أموال المدين
دلالة رؤية ورق العنب للعزباء في المنام
اكتشاف جيني يمهد لعلاج جذري لمرض السكري
اليرموك تقفز 400 مرتبة في تصنيف التايمز العالمي 2026
لجان وكتل نيابية ترحب باتفاق وقف إطلاق النار في غزة
من هو رئيس مجلس النواب المقبل .. أسماء
الهاشمية تنظم مؤتمرها الطبي الدولي الثاني حول الذكاء الاصطناعي