صحيفة السوسنة الأردنية

وكأنَّ شيئاً لَمْ يكُنْ، وكأنَّ الشتاءَ حزمَ أمتعَته ورحلَ بيأسٍ وحسرة وهروب، أهو هاربٌ من قسوةِ لياليهِ المَاطرةِ المُبللةِ، بعضُ الشوارعِ ومقطّرة بعضها الآخر؟ أَم هو منتظرٌ رعشةَ الفؤادِ عندَ أخذِ قسطٍ كافٍ مِن رائحةِ تُرابه التي تَسحر الرّوحَ وتأخذها لمشاعر كان قد تعطّش إليها، لا أدري كيف تباغتني كُلُّ هذه المشاعر .
ولكنّني لن أُبررَ وأُعطيه أعذارًا وهو تاركٌ خلفَهُ أوراقَ الخريفِ ترتطم ببعضها البعض باحثةً عن شتاء يروي ويسقي ويحاسب ما فعلت به باقي لياليه .
وبصورة أخرى بمرآة أخرى أراه الخريف الذي ترك كل ألوانه للربيع وكان الخريفُ الباهت، أهناك تصوّرٌ لكَ كيف لربيعٍ يانعٍ مزهرٍ مُلوّنٍ أَنْ يكونَ كُلَّ هذا دونَ خريفٍ يستندُ عليهِ في الشتاء.
وبعد كل هذا، أنا لم أقصدْ الفصولَ، بِما أكتبُ وأقولُ، ولكن على أروقةِ ومشاعرِ ونسماتِ أيلولَ، كتبتها بقلبٍ مسلولٍ، وأنا أنظر من نافذتي إلى ورق الخريف المبلول.