أصدق أنباء من الكتب

mainThumb

24-10-2023 05:31 PM

بعد ثمانية عشر يوماً من العدوان الهمجي الوحشي على غزة، أهلك الحرث والنسل، وحصار قاتل يمنع الغذاء والماء والدواء، وبعد تكالب الأمم عليهم ومناصرة المعتدي، ماذا فعلت الدول العربية والإسلامية لنصرة المظلوم؟

هل يكفي الشجب والاستنكار والتعبير عن الغضب؟ لربما يكفي الشعوب المقهورة، وذلك أضعف الإيمان! ولكن هذا لا يكفي الحكومات التي بيدها أن تفعل ولو الشيء اليسير من أضعف الإيمان.

لا نطالب بإرسال الجيوش لنصرتهم، وحصار المعتدي حتى يفك الحصار عنهم، ويتوقف عن عدوانه الوحشي، أم أن قبائل العرب في الجاهلية وهي ضعيفة متفرقة، توحدت للانتصار من ظالم ونصرة مظلوم يوم ذي قار، اليوم الذي انتصف فيه العرب من العجم، فأين عرب اليوم من عرب ذاك الزمان؟

فأضعف الإيمان تحرك دبلوماسي ومقاومة سلمية، الدول العربية والإسلامية التي طبعت مع العدو تطرد السفراء من عواصمها، وتستدعي سفرائها، وتوقف العمل باتفاقيات ما يدعى أنه سلام، وأي سلام؟

وكل الدول العربية والإسلامية تهدد بسحب سفرائها أو تخفيض التمثيل الدبلوماسي على الأقل مع الدول الداعمة للكيان المحتل المغتصب والمعتدي الظالم.

حينها فقط يمكن أن تصل الرسالة بقوة إلى الظالم ومناصريه لرفع الظلم عن المظلوم، لأن كل البيانات والكلمات والمؤتمرات الصحفية لم تجدي حتى اليوم لإيصال الرسالة واضحة قوية؛ أن كفى.

يكفي همجية لم يشهد لها التاريخ مثيلا، تندى لها جبين الإنسانية، شعب معزول محاصر محتل منذ عقود من الزمان، تُقتّل أطفاله ببشاعة، بل أجنة في بطون الأمهات، ويترك البقية لليتم والحزن والقهر والعذاب.

نعم الفعل أصدق أنباء من الكتب، أضعف الإيمان يا حكومات الدول العربية والإسلامية، التاريخ يسجل، وأعدوا مرافعاتكم ليوم لقاء ديان السموات والأرض، لم تنصروا مظلوما بفعل، فكيف إذا كان المظلوم أخا في الدين والدم والأرض والعرض.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد