قرن الشعوب

mainThumb

11-12-2023 11:15 AM

كانت أميركا تقصد بصفقة القرن، أن القرن الحادي والعشرين لها، وهي التي ستسيطر على موارد شعوب العالم، مثلما كانت أوروبا تسيطر على عليها في القرن الماضي، متجاهلة متغيرات كثيرة أولها مقاومة الاستعمار القديم، وثانيها وأقواها هو صحوة الشعوب في العالم واكتشافها ما تخبئه الدول من مخططات جهنمية ضد الشعوب، كل شعوب العالم وليس شعوب العالم الثالث دون شعوب الدول الغربية الكبرى والتي تعتبر نفسها مرفهة وأن دولها تعمل لصالح رفاهها.. والظاهر أن قرن أميركا "نشب" في غزة ولن تُخلص نفسها الا بكسر قرنها، وتعود عضباء بلا قرن...!!

من الصعب جداً أن تحافظ الدول المستعمرة على خداع الشعوب واقتيادها إلى حظيرة المستعمر المتغلب، إذ أن الانكشاف سيحصل عندما تتعارض إرادات متعددة، إرادة الدولة المستعمرة وإرادة الدولة المنافسة التي ترعي المقاومة وتحرك الشعوب ضد منافستها، وإرادة الشعب المقاوم المتطلع للحرية، فتنفصل إرادة الشعب عن إرادة الدول الداعمة لها والمنافسة، وتتحرر الشعوب ولن يستطيع الطرفان الاستعماريان لجمها أو قيادها، ولعل عجز الموقف الدولي عن لجم حماس والتحكم بها هو أوضح مثال على ذلك..!! والسبب أن الأهداف اختلفت بين الدول وحركة الشعوب، فحماس وأي حركة شعبية تطلب الحرية مضطرة للتعامل مع الموقف الدولي لتحقق أهداف شعبها، ولم تحسب الدولة الكبرى هذا الحساب!.

في حرب اسراإيل على حماس، ما كانت تضرب غزة بالصواريخ وتقتل الأبرياء، بل كانت تقصف ضمائر شعوب العالم وتهزها بعنف لتوقظها من سباتها العميق، لتصحو على جرائم النظام الغربي المتوحش، القائم على قتل الشعوب ونهب مقدراتهم دون اعتبار لقيم ولا التزام بدين أو إنسانية.. وقد نجحت في إيقاظها.

بعد هذه الصحوة، قد ينشأ عالم جديد ترسمه الشعوب، يقوم على التعاون بين دول العالم التي تحكمها شعوبها، وليس على السيطرة الاستعمارية البائدة.

وستتراجع صناعة أسلحة الدمار التي لم تنجح يوماً في كسر إرادة الشعوب والأمثلة التي خاضتها أميركا كثيرة، وحتى الاستعمار القديم لم يسيطر على الشعوب بقوة التدمير بل سيطر عليها بالمكر والخديعة والاستغفال أولاً، ثم بدأ بقتل الشعوب والتنكيل بها.. وهذا لن يتكرر، وستتقدم الصناعة المدنية عندما تتخلى الدول الاستعمارية بضغط من شعوبها عن الغزو والسيطرة الذي نفختها به قوى الشر المتمثلة ب"الصه.يونية العالمية"، التي بدأت تظهر للناس وبخاصة شعوب الدول الاستعمارية... وهذا هو أمارة زوالها.

وأخيراً.. الجانبان الاستعماريان المتصارعان هما الخاسران، مع قوى الشر المخفية، والشعوب هي الرابحة، فصحوة الشعوب وشعورها بإنسانيتها، وأن الإنسان هو الانسان بجوهره وليس بقشوره، وبانكشاف حكومات المستعمرين وأجنداتهم التي يخفونها عن شعوبهم، سيكون هذا القرن قرن الشعوب وليس قرن أميركا وقوى الشر "الصه.. يونية".






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد