يا بعضي دع بعضاً
قَالَ ابن الكلبي: يُحكى أن سُويد بن ربيعة قَتل أخاً لعمرو بن هند الملك، وهو صغير، ثم هرب فلم يقْدِر عليه ابن هند، فأرسل إلى زُرَارة بن عدس التميمي والد زوجة سويد فقال:
ائْتني بولده من ابنتك، فجاء بولدين منهم، فأمر عمرو بن هند بقتلهم، فتعلَّقوا بجدهم زُرَارة، فَقَالَ من شدة ألمه:
يابعضي دعْ بعضاً فذهبت مثلاً.
هذه الحكاية البشعة على فرض صحتها، فإنها لا تبين جور الملك فقط، بل تبين جُبن وذل الجد، الذي آثر سلامته، واتقى بطش الملك بتضحيته بأحفاده بطريقة قاسية وخسيسة إلى حدٍ ما، الجد لم يفاوض "حسب الحكاية"، ولم يحاول مناقشة الملك بأن هؤلاء الأطفال ما قتلوا أخاك، وليس لهم ذنب.. لم يحاول حتى استعطاف الملك، بوصف حالة ابنته إذا فقدتهم، وكيف تركها عندما انتزعهم منها، بدلاً من ذلك صار يطلب منهم أن يتركوه ويستسلموا للموت دون مقاومة، رغم عاطفته الطاغية، ....يقول يا قطعة مني دعوني واذهبوا للموت، لأنني لا أستطيع مواجهة الملك، فلا تعذبوني أكثر من ذلك.
وليت الجد فَعَل ما فعله عمرو بن كلثوم في حكاية اخرى، عندما أراد "عمرو بن هند" نفسه إهانته، فأسرع الى السيف المعلق فوق رأس الملك وأجهز عليه، ثم افتخر بذلك في معلقة طويلة قرر فيها أنه لا يقر الظلم ولا يعطي مجالاً لظالم مستبد أن يعتدي عليه، قال:
إِذَا مَا المَلْكُ سَامَ النَّاسَ خَسْفـاً/
أَبَيْنَـا أَنْ نُقِـرَّ الـذُّلَّ فِيْنَـا..
لقد أوردت قصة عمرو بن كلثوم وشجاعته، حتى لا يستقر في أذهان الناس أن الركون إلى الذل والهوان وعدم دفع الظلم والوقوف مع الحق مهما كان الثمن، هي صفة ملازمة للإنسان العربي!!.
لكن النموذجان موجودان في العرب وغير العرب، نموذج من يُسلم أبناءه للموت ليحيا هو، ونموذج من يُقبل على الموت ليبقى أبناؤه واحباؤه، وهذه صفة انسانية، صفة الدفاع عن الأهل توجد في أناس ويفقدها أناس، لكنها في الأنظمة السياسية المستعبدة، تكاد تكون مفقودة.
وفي زمننا الحاضر الذي لا يقلُّ ذلاً ومهانة عن بعض العرب قبل الاسلام.. برز نموذج التخاذل والتخلي والانعزال عن الأمة، فعندما فشلت دولة الاحتلال بالسيطرة على المقاومة الفلسطينية، استعانت بأنظمة عربية، لتأتي بالمقاومة وتسلمها للعدو، ولم تتوانَ تلك الأنظمة في محاولة التسليم، لتسلم هي وتبقى على ذلها واستكانتها، وترضخ للذل والمهانة بعد قتلها المقاومة التي تدافع عن شعبها!!
والذي يسلم أهل غزة للموت خوفاً على حياته وامتيازاته، ليست الشعوب العربية بل الأنظمة التي تخلت عن كل قيم الانسانية، ولو أنها كانت سليمة لا تعتريها العمالة لاجتمعت واجتثت دولة الأوغاد والهمل كما فعل النموذج الثاني، لكنها آثرت السلامة وألقت بشعب غزة في أتون معركة ظالمة تخلى عنهم أقرب الأقربين كما فعل الجد في النموذج الأول.
لكن مهما طال زمان "نموذج الذل"، فإن نموذج رفض الذل والظلم بدأ يظهر وسينتصر في النهاية، وسيأتي وقت يتسنم ذرى المسؤولية ويقضي على الظلم والذل والاحتلال.
والذي يمعن في الظلم والتعدي على الشعوب، سيأتيه النموذج الثاني الذي لا يقر الظلم ويقص رقبته، وإنه آتٍ قريباً لا محالة.. إن شاء الله.
تحذير بسبب جنون الذهب .. قد تخسر كل شيء
الذهب يشتعل مجددًا في السوق المحلية صباح الخميس
ساركوزي تحت الحماية بعد تهديدات داخل السجن
فهد الكبيسي يشوّق جمهوره لأغنية سبحان
انخفاض أسعار الذهب وارتفاع النفط عالميا مع ارتفاع مؤشر الدولار
ميتا تستغني عن 600 موظف رغم توسعها في الذكاء الاصطناعي
إغلاق 5 مقالع غير مرخصة في كفرنجة
توثيق 165 اعتداء على قاطفي الزيتون خلال أسبوعين
براءة شيرين عبد الوهاب من تهمة السب والقذف
وفد طلاب ياباني يزور مؤسسة ولي العهد ضمن برنامج القيادة للمدارس
ترامب يهاجم صحفيًا ويفقد أعصابه .. فيديو
الاتحاد الأوروبي يقر الحزمة 19 من العقوبات على روسيا
مسدس مزيف يشعل أزمة حقيقية في تركيا
الأردنية: فصل نهائي بانتظار طلبة شاركوا في المشاجرة الجامعية
إحالة موظف في أمانة عمان للمدعي العام .. تفاصيل
إغلاق طريق كتم وتحويل السير إلى الطريق الرئيسي (إربد – عمّان)
انخفاض أسعار الذهب في السوق المحلية
اتحاد المزارعين يعلن الحد الأعلى لسعر تنكة الزيت
فتح باب التجنيد في الأمن العام .. تفاصيل
إطلاق حزب مبادرة رسميًا لتعزيز العمل الحزبي وتمكين الشباب
توضيح رسمي لعبارة .. الأردني يحتاج 73 عاما للتعيين .. !
قفزة جديدة في أسعار الذهب محلياً
عطية يطالب الحكومة بإعادة العمل بالتوقيت الشتوي
تحرك برلماني يطالب السعودية بإعادة النظر في قرار الحافلات
وظائف شاغرة ومدعوون لإجراء المقابلات .. أسماء
طاقة الأعيان تثمن دور البوتاس في دعم رؤية التحديث الاقتصادي