أمريكا وخلط النوايا في وعود الدعم الإنساني لغزة
(1) مراوغة مكشوفة
كيف تجتمع الأخلاقُ المتنافرةُ في قرارٍ أمريكيٍّ أجوفٍ يستهدفُ مواراةَ جرائمِ الإبادة التي يمارسها الاحتلالُ الإسرائيليُّ ضد الجياع القابضين على الجمر في غزة، من خلال الجسر الجويّ الأمريكي الموعود من قبل بايدن؛ كيْ ينثرَ فتاتَ المعونات الإنسانية على أهل غزة، أصحابِ البطونِ الخاويةِ والعقولِ العامرةِ بالكرامةِ والإيمان.
يحدث كل ذلك، بينما تتكدس آلافُ الشاحناتِ بحمولاتها التي أصابها العفن، خلف معبر رفح المصري، الخاضعِ لسيطرةِ العدوِّ والصديق! واخيبتاه!
ألا يخجل الأمريكيون -ومن يدور في فلكهم- من أنفسهِم على إزدواجية المعايير في التعامل مع غزة القابضة على الجمر؟
فمقابل وعودهم بدعم أهل غزة بالمعونات الإنسانية على إثر مذبحة الطحين، يساهمون بلا خجل في قصفِ غزة بأسلحتِهِم الفتاكة خلال الحرب الدائرة منذ أربعة أشهر خلت، ما جعل الطيار الأمريكي آرون بوشنيل يحرق نفسَه أمامَ السفارة الإسرائيلية في واشنطن، احتجاجاً على مشاركة بلاده أمريكا، في العدوان الجائر على غزة! ورفضاً منه لأوامر قادته العسكريين.
والأنكى من كلّ ذلك أنّ قادة الولايات المتحدة يخططون لإدخال قوات أمريكية راجلة إلى رفح لمواكبة تدفق المساعدات الأمريكية الموعودة! بذريعة تولي حماية أهل غزة المحاصرين، في استخفاف مفضوح لعقول الناس في عالم يسوده الرياء.
فكيف يطالبُ الذئبُ المتربصُ بالحملان، بحضانتها وحمايتها من الهلاك؟
ألا يثير هذا الأمرُ الريبة في أنْ يكونَ الجسرُ الجويُّ الأمريكيُّ الموعود مجرد حصان طروادة؛ بغية إدخال رماةِ السهام المسمومة في عمق غزة التي استحالت على جيش الاحتلال المدرع بالأوهام والغارق في الفشل!
طبعاً ستكون المقاومة للأمريكيين بالمرصاد لو داهمتهم أفكار حمقاء كهذه، وفق تصريحات قادتها في أكثر من مناسبة، فهذه خطوة مُباغتَة لغزة لو تحققت على أرض الواقع في ميدان ملتهب، حتى لو شَرْعَنَتْها الأممُ المتحدةُ التي داست "إسرائيل" على كلِّ قراراتِها بشأن القضية الفلسطينية منذ عام 1948، مستقويةً بالفيتو الأمريكي.
فالجسر الأمريكي ما هو إلا أكذوبةِ للنوايا الحسنة بحيث يقدم العم سام عبرَهُ الفتات من الإعانات المغموسة بالمذلّة لأهل غزة، في الوقت الذي تتوارى خلفه جسورٌ بريةٌ وجويةٌ وبحريةٌ عملاقة، تتدفق عبرها -منذ بداية الحرب- المعوناتُ العسكريةُ والماديةُ والغذائية دون حساب، من باب المشاركة الكاملة في إبادةِ أهلِ غزة وتركها أرضاً محروقة يباب، مع أن الفينيق الكنعانيّ الفلسطينيّ سيخرجُ من بين الرّمادِ أشدَّ قوةٍ كما تقول الأساطير.
(2) شيطانُ وعمائم
صحيح أن هناك شيوخاً أفاضل شرفاء يتوشحون نياشين الكرامة، ويحضّون على الجهاد ضد الاحتلال وحملِ البنادق بقلوبٍ عامرةٍ بالإيمان، دفاعاً عن حقوق الفلسطينيين وكرامة الأمة.
ولكن بالمقابل فإن للشيطان منافذاً إلى قلوب وعقول كثيرٍ من المعمّمين، الداعمين للاحتلال بفتاويهم المزيفة، فيثيرون الفتنَ الطائفية، وقد أحسنوا التطبيلَ الأجوفَ لمن يدفع أكثر في سوق النخاسة.
يتجاوزون جوهرَ القرآن الكريم ويخضعونه للتأويلاتِ وفقَ مقتضيات الحاجة والمصالح، يوهمون بمبادئ الدين الحنيف، بينما هم يغطّون على منابعِ النفعيةِ التي يفيضُ بها كتابُ الأمير لميكافللي، واضعين السُّمِ الزعافِ في الدسم، من خلال الدعوة إلى تقديم المصالح على المبادئ وخلط العام بالخاص، مهما شذّت وسائل تحقيقها.
ألا يُعَدُّ الأمرُ على هذا النحو إستغلالاً للدين في أبشع صوره! أمْ أنَّه في تعدُّدِ المعايير يكون كلُّ شيء جائزا؟
يفعلون ذلك بلا حياء، عبر الفضاء الرقمي، تناغماً مع موجات الذباب الإلكتروني المتصهين وما يبث من أكاذيب لصالح سرديةِ الاحتلال، بدعوى حماية أهل غزة من أنفسهم، وحقناً لدمائهم؛ وكأن الكرامةَ لا ثمن لها، والدفاعَ عن الأعراضِ يتحقَّقُ مجاناً دون تضحيات.
وعليه فإنَّ من المنفِّرات المسيئةِ للأديان، أن لا يجدَ الناسُ قدوتَهم في شيوخٍ يدّعُوْنَ العلمَ والتقوى، بينما يعتبرون مقاومةَ الاحتلالِ والدفاعَ عن الأعراضِ في غزة تهورا! ويطالبون بالتطبيع معه من باب الرضوخ للأمر الواقع ومداراة لشره وطغيانه.
هؤلاء هم شياطينُ متصهينةٌ معممة، وحصادُهم بلا ريبَ هي الخيبة، كأنهم قطعانُ تملأ الفضاءَ الرقميَّ بالثغاء، وهي تقتفي خطى الرِيُوعِ المُرْتَضِعَةِ من أثداءِ الأُتُنِِ النَهّاقة؛ إلا من رحم ربي.
مراكز شبابية تنفذ أنشطة متنوعة
12,500 طفل بغزة بحاجة لعلاج طبي
تنفيذ مشاريع تنموية وأنشطة في عدد من المحافظات
الكشف عن خطة لعملية برية تستهدف قادة حماس بقطر
الأمير فيصل يشارك بفعالية سباق المرح
انطلاق الدورة الـ37 لمهرجان الفيلم الأوروبي بعمّان
عشيش يحرز الميدالية البرونزية ببطولة العالم للملاكمة
600 ألف دينار لاستحداث 4 بيوت تراثية بالمفرق
روبيو: استهداف قطر لن يؤثر على علاقتنا مع إسرائيل
الزيارات الميدانية بين وهم الحل وحقيقة التغيير
منصة الحقيقة: صوت الأردن في وجه حملات التضليل
العقبة تستضيف بطولة آسيا للترايثلون
مدير المعهد المروري: هذه المخالفة تستوجب العقوبة القانونية
وظائف شاغرة وامتحانات تنافسية .. أسماء
نتائج فرز طلبات وظائف التعليم التقني BTEC .. رابط
أسعار الذهب والليرات الذهبية في الأردن الأحد
ارتفاع جديد في أسعار الذهب محلياً اليوم
خبر سار للمكلفين المترتبة عليهم التزامات مالية للضريبة
أسرار حجز تذاكر طيران بأسعار مخفضة
عمل إربد تعلن عن وظائف وإجراء مقابلات بشركة اتصال
الخضير أمينا عاما للسياحة واللواما للمجلس الطبي وسمارة لرئاسة الوزراء
قيادات حماس التي استهدفتها إسرائيل في الدوحة .. أسماء
هل مشاهدة خسوف القمر مضر للعين
الأعيان يوقع اتفاقية لمصنع الأدوية النووية