الزيارة الملكية لمحافظة اربد بين الواقع والمأمول

mainThumb

06-03-2024 11:21 PM

سيدي جلالة الملك: دعونا نصدقكم القول بعيدا عن الاطراء وزخرف القول، وأنتم يا جلالة الملك من علمتنا قول الحق، والبعد عن النفاق، فمثلكم يسمو ويترفع عن الاستماع الى النفاق وتزييف الحقائق، ومن هو بحكمتكم ونبلكم لا تنطلي عليه الكلمات المنمقة التي لا تعكس الواقع.
سيدي بعد زيارتكم الميمونة الى محافظة اربد نتمنى على جلالتكم القيام بزيارة أخرى مفاجئة لا يدعى اليها المسؤولون ولا الوجهاء لتكتشف مدى النفاق وتزييف الحقائق، فيما يصلكم من معلومات حول مختلف القطاعات، وانا متأكد انكم تعرفون ان ليس كل ما يصلكم يعكس الواقع الحقيقي لشعبكم، وانما يعكس ما يريد بعضهم ان يصلكم .

صحيح ان اربد قد توسعت وتطورت وزاد عدد سكانها في عهد جلالتكم، وهو امر طبيعي فلا شيء يبقى على حاله 25 عاما، لكن هل صحيح ان المسؤولين استطاعوا ان يكونوا على قدر ثقتكم ويواكبوا ذلك التوسع كما تريد جلالتكم وكما يريد أبناء المحافظة، لن أبخس المسؤولين حقهم وانجازاتهم قد يكونوا بذلوا جهدا لمواكبة ذلك التوسع لكنهم لم يكونوا على قدر ذلك التوسع والتطور وبخاصة في قطاعي الطرق والمياه، فالطرق مهترئة ولم يطرأ عليها جديد يذكر اللهم الا في زيادة عدد الحفر والمطبات والاعتداء على حرمات الشوارع داخل وخارج مدن المحافظة، بدليل المطب الذي تعرضت له السيارة التي كانت تقل جلالتكم، وجولة سرية لكم داخل المحافظة تكشف ذلك، فالبلديات خاوية على عروشها لدرجة انها غير قادرة على صيانة الطرق بشكل صحيح، اما لعدم توفر المستلزمات او الميزانية، وان نفذت المشاريع فأنها عبارة عن حلول مؤقتة، وعمليات سلق لا تقوم على أسس صحيحة .

اما قطاع المياه فهل تعرف جلالتكم ان أبناء شعبكم لا تصلهم المياه لفترة قد تزيد عن شهر، وإن وصلت تصلهم مرة في الأسبوع، وبمتوسط ثلاثة امتار مكعبة أسبوعيا للأسرة التي يصل متوسط عدد افرادها خمسة اشخاص، وان شركة مياه اليرموك غير قادرة على إيصال المياه إلى اسكانات أساتذة جامعة اليرموك، داخل حرمها، وهي في ارقى مناطق مدينة اربد، ومركز المحافظة، فما بالكم بقرى المحافظة البعيدة عن المركز.
وهل تعرف ان شركات الكهرباء فرضت ضرائب على مشاريع الطاقة الشمسية التي يلجأ اليها المواطن لتخفيض كلف الكهرباء، مما أدى لعزوف الكثير من المواطنين عن مشاريع الطاقة الشمسية.
اما المنظومتين التعليمية فزيارة واحدة من لدن جلالتكم الى جامعة اليرموك وفيها من مختلف أطياف المجتمع الأردني (عينة عشوائية ممثلة للمجتمع الأردني)، ولقاء الطلبة بشكل عشوائي يكشف لجلالتكم مدى تدني مستوى الطلبة الذين يأتون من المدارس (مخرجات التربية والتعليم)، حتى الذين حصلوا على معدلات مرتفعة في الثانوية العامة، كما يكشف لجلالتكم تدني مستوى من هم على أبواب التخرج، وهذا لا يعني وجود فئات من الطلبة المتميزين لكنهم لا يعبرون عن واقع المنظومة التعليمية.

وبالنسبة للمنظومة الصحية فالمستشفيات الحكومية تعاني من الاكتظاظ والمباني المتهالكة وغياب بعض الاختصاصات وعدم التزام الكوادر الطبية بعياداتهم وانتظار الدور لمدة أشهر لرؤية الطبيب أو لأجراء بعض أنواع الصور الشعاعية، ونشهد الان التحاق مستشفى الملك المؤسس بما آلت اليه أوضاع المستشفيات الحكومية.

اما القطاع الطبي الخاص فحدث ولا حرج فقد تحولت الى تجارة سواء من حيث الكلفة ومن حيث الإجراءات الصحية لدرجة ان سكرتيرات بعض الأطباء يكتبن الفحوصات المخبرية والصور الشعاعية ويطلبن من المريض اجراء تلك الفحوصات قبل الدخول على الطبيب.
وبالنسبة لغير المؤمنين صحيا، صحيح ان عددهم قد تراجع بعد تامين الأطفال من عمر يوم الى ست سنوات، وتامين كبار السن، لكن ما زالت فئة كبيرة من المواطنين تفتقر الى ابسط الحقوق الصحية وهي فئة الشباب العاطلين عن العمل بخاصة من الذكور إذ يشكل التامين الصحي ارهاقا لهم ولذويهم ولا يمكن ان نطلب منهم الابتعاد عن المرض.
سيدي جلالة الملك نشكر لكم لفتتكم الكريمة وزيارتكم الى المحافظة لكننا نتطلع الى زياراتكم الميدانية الفجائية التي بدأتم بها عهدكم الميمون وبخاصة مع عجز أعضاء حكومتكم عن القيام بها او متابعة الأمور في الميدان، أو انهم استمرأوا الركون الى مكاتبهم، وبخاصة انهم امنوا البقاء في الحكومة لأربع سنين، تبدأ سمان بالنسبة للمواطن وتنهي به عجاف .
حفظ الله جلالتكم وسدد على طريق الخير خطاكم






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد