خيبة أمّتين
يبدو أن تلك الاستشارة كانت مجرد حفظ للنصوص بعيداً عن سياق تاريخي لأمتين أكثر ضعفاً ووهناً من أن تشكلا في ميزان القوى الدولية ما يمكن أن يحسب له أي حساب في السياسات. فهم لم يتحركوا لأكثر من خمسة أشهر قبل رمضان ولم تحركهم سيول الدم وأكوام اللحم التي تطايرت على شاشات الفضائيات وبكاء الأطفال واستغاثات النساء التي صرخت حتى اختفت أصواتهن وا إسلاماه ... وا عرباه. لماذا افترض الأميركيون أن تلك أمم سيحركها ما هو أكثر من ذلك.
ربما أن الرئيس الأميركي صدّق كل ما تقوله هذه الأمم عن نفسها، وهي تتحدث عن الدين وفائض الفتاوى وإجارة المظلوم ونصرة الشقيق والفداء والنخوة ورابط العقيدة وكل هذا الكلام الذي تستنسخه عن نفسها وتسلي نفسها به من على منابر المساجد وتثرثر به في المناسبات الخاصة والعامة، ربما أنه صدق أن تلك أصبحت ثقافة ولم يعرف أن كل هذا اللغو ليس أكثر من غطاء لتسيير مصالح الحياة وأن كل تلك القيم سقطت في اختبارات عديدة سابقة في المنطقة.
في العراق سقطت الأمتان العربية والإسلامية، وفي سورية سقطت أكثر.
وفي كل شبر عربي يسجل الخذلان لنفسه حضوراً لا ينازعه سوى المرارة التي تمر بها الأمتان.
أما في فلسطين فظل السقوط مستمراً يسجل توقيعه اليومي مذكراً كل الحالمين بواقعهم، ففي القدس سجلت وتسجل الأمة الإسلامية أكبر هزائمها المتواصلة والشاهدة على موتها الحي.
لم تكن هذه الحرب ضد حركة حماس، فما تفعله إسرائيل هو إبادة لشعب كامل وتدمير وإحراق مدن بأكملها وإعدام الحياة فيها على مسمع ومرأى من الأمتين، صحيح أن حركة حماس عاشت خصومة مع النظم العربية وخطابها التحريضي ضد تلك النظم لا يدعو الأخيرة للوقوف معها، لكن الحرب تجاوزت حماس. فما قتلته إسرائيل من النساء والأطفال ممن هم بالقطع ليسوا حماس يتجاوز العشرين ألفاً يحسبون أنفسهم على الأمتين المتفرجتين.
في غزة جاع الناس في شهر الصيام، وشهر الإمساك اللذيذ للشعوب الإسلامية عن الطعام لتأكل حتى مطلع الفجر وستتسابق الشعوب العربية والإسلامية لإخراج زكاتها حتى لا يجوع أحد في ذروة تجويع غزة وشعبها وأطفالها الذين يتساقطون لسوء التغذية. فالمجاعة تصرخ على شاشات الفضائيات والسوشيال ميديا ولكنها لم تؤثر في أمة أو أمتين خرجتا من التاريخ أو عرفتا قدرهما جيداً ووزنهما الذي لا يساوي أمام بقية الدول ومصالحها.
إسرائيل تقتل وتجرح وتهدم وتبيد وتفعل كل شيء، وفي ذروة هذا الفعل تنفذ مشاريع استراتيجية ومصالحها البعيدة. والمثير أنها في ذروة تلك المشاريع والمصالح تجر معها بعضاً من العرب كعرابين من غير القادرين على حماية طفلة صغيرة لا تكف عن المناشدة والأنين ربما أنها سمعت يوماً عن وَهم الحلم العربي أو صدقت جزءا مما قيل عن الأمة الإسلامية مما تعلمته على مقاعد الدراسة.
يفاخر نتنياهو بأنه صاحب اقتراح الممر البحري، ويصمت العرب والمسلمون والعالم على إغلاق المعابر البرية ومنع الغذاء، يفاخر نتنياهو وغالانت بتدمير غزة وتجويعها، ويفاخر العرب بأنهم ألقوا البعض القليل من الجو حين سمحت إسرائيل، يتفقد يوآف غالانت سير العمل في الميناء وسرعة الإنجاز لكن لا أحد يتفاخر بخيبة الالتزام بما تريد إسرائيل والمسارات التي تقررها.
ماذا تعني لفظة الأمة التي عاش عليها البعض قروناً وما زال يصدقها؟ وهل تنتهي مع كل تلك الأحداث التي كشفت وهَمَها أمام عالم المصالح؟ بات واضحاً أن الزلزال الحربي الذي يهز المنطقة يتطلب إعادة نظر أو صحوة من أوهام علقت بذاكرة الشعوب. وما لم يستطع توفير حماية لامرأة أو طفل بحاجة إلى إعادة نظر لمفاهيم ومصطلحات وأفكار سادت في عصور سابقة.
حادثة واحدة حين صرخت مرة امرأة: وا إسلاماه، فترددها الأمة. لكن بعدها لم يحرك ما يحدث الآن كل تلك الكتلة البشرية الممتدة تأكل وتشرب وتضحك وتمارس يومياتها وثقافتها القديمة وتعيش على الوهم وتستمر في الثرثرة وتسلية نفسها بالأمجاد.
ما حدث ويحدث في غزة ينبغي أن يفتح جدلاً كبيراً. فعادة بعد الحروب الكبرى تتخلخل الثقافات القديمة المحشوة بالأوهام والأساطير نحو واقعية تستفيق على وقع الدم. فهل تدرك الأمتان موقعهما ومكانتهما وقيمتهما نحو ثقافة مختلفة؟ أشك في ذلك فالمقدمات الدامية والحزينة للتاريخ تقول غير ذلك ... مساكين أهل غزة الذين تركوا وحيدين بعد أن ناموا على الوهم أو كما قال شاعر الفلسطينيين الكبير «كم كنا طيبين وسذجاً حين صدقنا الخيول». ولكن على بايدن أن يفصل مستشاره الساذج.
(الأيام الفلسطينية)
مجلس التعليم العالي يوافق على استحداث تخصصات وبرامج دراسية
الأمن العام يكشف مصدر المادّة الكحولية التي أودت بحياة 7 أشخاص في الزرقاء
شيه قائما بأعمال السفارة الأميركية في الأردن
زراعة الزرقاء: لا أضرار في غابات العالوك جراء حريق الأعشاب
الأردنية الهاشمية تواصل توزيع الطعام بغزة
فرصة لن تتكرر .. خلل مفاجئ يجعل صرافًا يوزع أمواله بالكامل
تغيير بسيط في النظام الغذائي قد يفقدك نصف كيلوغرام أسبوعيا
المستشفى الميداني الأردني في نابلس يبدأ عمله
الفنان عمر العبداللات نجم افتتاح مهرجان جرش2025
مقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخرين بصاروخ مضاد للدروع في غزة
العيسوي: الأردن يمضي بثقة بقيادة الملك والوحدة الوطنية سر منعته
زين كاش تتعاون مع "ماستر كارد" لتعزيز الدفع الرقمي في الأردن
النواب يدعم النشامى بعد التأهل المونديالي
إحالات للتقاعد وإنهاء خدمات 240 موظفاً في التربية .. أسماء
التربية تحسم الجدل بشأن سؤال بمبحث اللغة العربية للتوجيهي
مقطع مضحك من مسلسل أردني يُثير التفاعل .. فيديو
فضيحة طبية تهز جرش .. فيديو وصور
مطلوبون لتسليم أنفسهم أو وضع أموالهم تحت إدارة الحكومة .. أسماء
ضبط سائق شاحنة تسبب بتلف 15 كم من الطريق الصحراوي
مهم من الحكومة بشأن ارتفاع أسعار البنزين والديزل
أمين عام وزارة التربية يعلق على روقة إمتحان الإنجليزي المزيفة
الحكومة تقر توحيد تعرفة التاكسي ودعم النقل العام
بحضور أبرز الفنانين .. الإعلان عن موعد وفعاليات مهرجان جرش
حرارة تلامس 50 مئوية بسبب قبة حرارية لاهبة .. تفاصيل
هام من الضمان لكافة المؤمن عليهم والمتقاعدين
توجه حكومي لخفض جمارك السيارات المستوردة