النضال الوطني الفلسطيني – ما أشبه اليوم بالأمس

mainThumb

29-03-2024 12:21 PM

عندما اندلعت الانتفاضة الثانية عام 2000 من القرن المنصرم كتب عضو الكنيست الإسرائيلي السابق يوري أفنيري مقال بعنوان "الضربة القاضية لم تسدد بعد" وقد نشرته جريدة الأهرام في أحد أعدادها عام 2001، وبغض النظر عن رأينا في أفنيري وهو من أوائل الإسرائيليين الذين أدركوا أن المشروع الصهيوني لا يمكن تحقيقه. فيقول في مقاله :

"يدخل ملاكمان الحلبة: واحد منهما بطل الوزن الثقيل والأخر وزن الريشة. ويتوقع الجميع بإن يقوم بطل الوزن الثقيل بتسديد ضربة قاضية تقضي على غريمه ومن الجولة الأولى. ولكن بأعجوبة تنتهي الجولة الأولى والضربة القاضية لم تسدد بعد، ويستمر الوضع كذلك في الجولة الثانية وتستمر للثالثة والرابعة. ولا يزال بطل وزن الريشة واقفاً. وبالنتيجة فإنه الرابح الحقيقي لا بالضربة القاضية ولا بالنقط، بل بمجرد وقوفه واستمراره بالصراع مع غريمه القوي."

هذه الصورة المجازية تعكس تماماً طبيعة الصراع بين جيش الاحتلال الصهيوني والشعب الفلسطيني المقاوم وما يجري في غزة اليوم. فلم ينجح جيش الاحتلال لغاية اللحظة والحرب تدخل شهرها السادس في القضاء على الشعب الفلسطيني رغم الدعم الهائل المعنوي والسياسي الذي يتلقاه هذا الغريم القوي من الدول الغربية والولايات المتحدة التي تزود جيش الاحتلال بالأسلحة والمال وتمارس حق الفيتو لصالحه في مجلس الأمن. فقد جرب جيش الاحتلال القوي كافة أسلحته من طائرات ودبابات وأسلحة ثقيلة بما أحدثته من دمار شامل وقتل للمدنيين الأبرياء من كافة الاعمار ولا سيما من الشيوخ والنساء والأطفال، بما فيها الأطفال الخدج وقصف المستشفيات والكنائس وأماكن الأيواء للمدنيين العزل، وقتل طواقم الإسعاف والصحفيين وإغلاق المعابر وتجويع الشعب الفلسطيني والقائمة تطول. ولم يكتف بذلك بل قام مؤخراً بارتكاب أبشع الجرائم في تاريخ البشرية والتي تمثلت في الاعتداء على النساء في المستشفيات على مرأى البشر وعدسات التلفزة العالمية. ورغماً لتلك المآسي التي يطول سردها، فلا يزال الشعب الفلسطيني في الحلبة يقاتل غريمه القوي ولم يطرحه أرضاً بالضربة القاضية التي توقعها جمهوره الحاضر والداعم له مادياً ومعنوياً.

على الرغم من الخسارة الهائلة المادية للمباني التي سويت بالأرض وسياسات التهجير وإفراغ الأرض من شمال غزة إلى جنوبها، فلا يزال الشعب الفلسطيني صامداً في الأسبوع الخامس والعشرين في الصراع في حلبة الملاكمة وحيداً أمام جمهور يدعم غريمه القوي. إن آمال الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده في الشتات ترتكز على إرادة هذا البطل الذي لم ينكسر ولا زال يقاتل رغم اللكمات القوية التي سددت له واقتصاده الذي دُمر وحياته التي أصبحت جحيماً ورغماً لذلك فالجمهور الفلسطيني يؤيد الاستمرار في النضال رغم أنف جيش الاحتلال الغاصب.







تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد