ماذا الذي يريدون تحقيقة في غزة

mainThumb

17-04-2024 03:55 PM

ان تحقيق اي هدف في الحياة يخضع لنظام ، ويتكون اي نظام في الدنيا من ثلاث مكونات وهي الفكرة والاجراء والهدف ، وان اي هدف مهما صغر او كبر يحتاج من اجل اتمامه او تحقيقه الى اجراء مناسب ومدروس بدقه ومرتبة مواعيده باتقان والا فان تحقيقه يكاد ان يستحيل.
وبالتالي يمكن تلخيص ما يراه اي منا يجري على الارض او يسمع عن حصوله في اي بقعة في الكون بانه عبارة عن اجراء يسعى من يقوم به الى تحقيق غاية ما او هدف ما .
واجراء الحرب في غزه كان لمنع تحقيق هدف الصهاينه في اقامة دولة لهم مفرغة من اي كائن حي ليس منهم او من اختيارهم على الارض التي يريدوها، واما ما يقوم بة المقاومون في غزه فهو العمل على وقف تنفيذ ذلك الهدف من خلال حرفه عن مسارة منعا لتحقيقه .
وهدف الصهاينه لم يكن من نسج خيالهم فقط ، فهم كانوا منفذين لفكرة وضعها الانجليز والفرنسيين في معاهدة سايكس بيكو ووافق عليها الروس في حينه ، ومنذ ذلك الحين يقوم الصهاينة بالاجراءات التنفيذية التي نجحوا في بعض منها حتى الان ، مثلا فان هدف واحد نفذوه ونجحوا فيه حتى الان هو رسم هدفهم المستقبلي على قطعة من القماش الابيض على شكل خطان ازرقان يعبران عن نهري دجلة والفرات وبينهما نجمة سداسية تعبر من وجهة نظرهم عن دولة اسرائيل، ذلك العلم الذي ارادوا به ان يعرف القاصي والداني في الدنيا ما هو الهدف مما يفعلوه ويريدوه .
والذي يؤكد ذلك الهدف الخريطة التي يحملها معه ويعرضها رئيس وزرائهم في اي ندوة او اجتماع يشارك به في اي مكان ، طالبا فيه الحماية والدعم لافكاره ومعتقداته.
اذا فان الفكرة بالنسبة لاسرائيل هي اقامة دولة اسرائيل على ارض اسرائيل التي يراها الصهاينة من النيل الى الفرات ، ومن اجل ذلك فقد رأوا ان يكون الاجراء ابتداء من تصفية المقاومة والمقاومين في غزة بمفهوم توراتي يقضي على البشر والحجر واي شيء حي آخر يعيش على تلك الارض واعتقدوا ان قتل الناس هناك سيوصلهم الى نهر النيل ، ثم يقوموا بعدها بالامتداد شرقا وصولا الى نهر الفرات .
ومنذ البداية توقع الناس في المنطقة بان منع تحقيق اهداف الصهاينة امر صعب ، والاسباب لذلك معقدة اولها واهمها ان تلك الاهداف اصلا مرسومة على معتقد عقائدي مصنوع وموثق لديهم في مدونات مؤلفة ومحرفة من قدمائهم ، وعلموها للاجيال المتعاقبة وافهموهم بانها متطلب سماوي وهي في الحقيقة ليست كذلك .
اخذ الفكرة جماعة سايكس بيكو ووعد بلفور وحولوها الى اداة فعالة لمحاربة العثمانيين في المنطقة ونجحوا في ارسائها على الارض ، وكانت البداية ان صنعوا الفكر الصهيوني وجمعوا له بعض الاشخاص من اوروبا وارسلوهم الى فلسطين من اجل تحقيق اهدافهم هم في ضرب وتحطيم الدولة العثمانية ، وقد نجحوا في تحقيق ذلك الهدف ، وهو الهدف المهم بالنسبة لهم ، وبقي على الصهاينة ان يحققوا اهدافهم بانفسهم والمتعلقة باقامة دولتهم وبالطريقة التي يرونها مناسبة وهم سيدعموهم في الخفاء دون ان يظهروا للعيان لاسباب كثيرة ستظهر لاحقا.
ولان الناس في المنطقة نفسها لهم تاريخ وواقع وارتباطات متعدده بها، ادركوا وفهموا الذي يحصل في بلادهم وتعرفوا على الذي جرى ويجري فيها ، فانشأوا مجموعات وجماعات بدأت بالعمل فوق الارض وتحت الارض من اجل تغيير مجريات القانون الذي يجري في بلادهم ، ولانهم لا يستطيعون تغيير الاهداف التي وضعها الصهاينة في افكارعم وكتبهم واعلامهم واولادهم ، وجدوا ان الطريق الوحيد الذي ان مشوا فيه فسيغيروا من امكانية تحقيق اهداف الصهاينة وهو عرقلة اجراءاتهم ، فانشأوا الانفاق والوسائل التي ستستطيع التاثير في اجراءات تحقيق اهداف الصهاينه ، فتحرفها عن مجراها الذي تسير باتجاهه ، وطافت تلك المجموعات لتجمع بين ظهرانيها من يؤمن بما يجب عمله في هذا الوقت ، واختاروا لعملهم مسمى يبدو انه ناتج طبيعي لطوفانهم ولان الاقصى يجمع الناس ولا يفرقهم قاموا بطوفان الاقصى.
وماذا بعد ؟ سيخسر الصهاينه الحرب لكنهم ان بقوا في فلسطين كما كانوا قبل طوفان الاقصى ، لن يلغي من تفكيرهم موضوع اقامة الدولة من النيل للفرات حتى لو لم يستعيدوا ثقة الناس في العالم بهم ، وسيغادر الكثير منهم فلسطين الى حيث اتوا .
وستنتصر المقاومه باذن الله وستبقى حية في ديارها وربما تتمدد في مساحات في الارض اكثر ..
ويبقى هناك سؤال يصعب الاجابة عليه الان.. ماذا بعد هذا الانتصار ؟؟؟






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد