إسرائيل الراهن والمستقبل .. !
لكن الأهم من ذلك هو الروح السائدة المفعمة بالإحباط، روح الشك التي تسربت في الشارع الإسرائيلي، الشك بالقيادة وبالجيش وبالحكومة ما جمع كل ذلك ليصل إلى الشك بالمشروع نفسه وقدرته على توفير الأمن للمواطن وهو لب الفكرة التي قامت عليها إسرائيل والتي تعرضت لضربة شديدة هذا العام عكست نفسها في أرقام المغادرين من إسرائيل باتجاه معاكس لمشروع الدولة الذي تضعه كأولويتها الدائمة.
لمعت فكرة المشروع في ذهن الأب الروحي ثيودور هرتسل عندما كان في فرنسا كصحافي نمساوي يغطي محاكمة الضابط الفرنسي اليهودي ألفريد درايفوس الذي كان يحاكم نهايات القرن قبل الماضي بتهمة التجسس لصالح ألمانيا وإن تمت تبرئته بعدها، لكن كما تقول الرواية الصهيومية تركت أثراً بالغاً ودفعته لوضع كتابه "الدولة اليهودية" الذي يقضي بأن اليهود يتعرضون لاضطهاد في العالم لأنهم يهود وأن الحل يتمثل بتجميعهم في دولة خاصة بهم.
بعد خمسة عقود من ذلك أقيمت تلك الدولة التي أعطت لها المحرقة النازية دفعة كبيرة بعد أن تحولت المسألة اليهودية إلى مسألة عالمية، قامت على طرد شعب من أرضه.
وكان بن غوريون يعلن من تل أبيب نهاية رحلة الشتات وأن اليهودي لم يعد بين الأغيار ولن يتعرض للتمييز والاضطهاد والتهديد وبات آمناً في دولته هكذا كان الأمر.
الآن وبعد ثلاثة أرباع القرن تمكنت خلالها إسرائيل من تكريس كل عوامل القوة والتحول لدولة إقليمية تنازع كبرى الدول وإقامة جيش قوي وقنابل نووية بل وقاربت على تحقيق المرحلة الثالثة لإقامتها وهو الإندماج الإقليمي بأن تصبح دولة طبيعية في المنطقة من خلال اتفاقيات التطبيع لتصل إلى ذروة قوتها، ثم يأتي السابع من أكتوبر وما تبعه من تداعيات أعادت للذاكرة اليهودية أزمة المصير فقد تحولت الدولة من الأكثر أماناً على اليهود إلى الدولة الأخطر على اليهود في العالم.
هذا العام كان عاماً يوصل إسرائيل إلى محطة متعثرة يشي بها النقاش العام العصبي والأسئلة الكبيرة المفتوحة هناك بلا إجابات، حيث إن 86% من الشعب الإسرائيلي قلقون بشأن الوضع الأمني و73% قلقون بشأن الوضع الاقتصادي حسب استطلاع معهد سياسات الشعب اليهودي الذي حمل أرقاماً أخرى قريبة لنظرة الإسرائيليين السوداء وثقتهم بالدولة وأنفسهم.
كان عاماً تمت استباحة إسرائيل خلاله بعد أن أغلقت حدودها ووضعت كل إمكانياتها الأمنية والتكنولوجية لأجلها، عاماً أصبحت فيه الصواريخ تنهمر بلا توقف وفشلت في صدها رغم كل مشاريع الصد من معطف الريح للقبة الحديدية درة إنتاج مجمع الصناعات العسكرية ومقلاع داوود وحيتس، ولا حل لطائرات مسيرة بمجموعات تفشل أمامها وسائل الدفاع.
هذا العام تخرج إسرائيل من ثوب الضحية على مرأى من العالم الذي يتابع إبادة حقيقية بالبث المباشر أخرجت كبرى عواصمه للشوارع من هول ما يشاهد، لتتحول بنظر العالم والمحاكم الدولية إلى جلاد فقد اختفت الصورة التي اعتاشت عليها طويلاً وهي تصنع لنفسها صورة متوحشة جديدة.
هذا العام شهد تدهوراً بعلاقاتها الإقليمية والدولية، فما ارتكبته من إبادة في غزة جعل حتى أصدقاء إسرائيل يشعرون بعار العلاقة معها لتتحول إلى دولة مهانة ومعزولة لا أحد يرغب بالتواصل معها بل يخجل من ذلك، فقد عبثت بالقيم العامة والأخلاق العامة التي وصل إليها العالم في علاقة البشر بالبشر.
غادر إسرائيل أكثر من ربع مليون وما زال النزيف مستمراً، واستطلاعات الرأي تظهر قدراً من فقدان الحيوية والإرادة التي كانت، وحالة الإحباط التي تعكسها النقاشات المتضاربة والتي بمجموعها لا تنتج حلولاً استراتيجية صحيح أنها تتقدم على صعيد حسم الموضوع الفلسطيني وأن خسارة الفلسطيني هذا العام لا تقل فداحة فقد دخل هو الآخر في أزمة استراتيجية، لكن إسرائيل التي تأسست وأقيمت كدولة قوية بدا الوهن يتسرب لمفاصلها وعمودها الفقري. فمن كان يتصور أن تتم إهانة رئيس الأركان قائد الجيش في اجتماعات مجلس الوزراء ويدافع عن نفسه بالصراخ بعد أن كان الجيش مقدساً في إسرائيل ؟
إسرائيل بعد هذه الحرب ليست إسرائيل قبلها. صحيح أن المسار السابق للحرب كان يُحدث تآكلاً داخليا بفعل ديناميكيات طبيعية حملها المشروع منذ ولادته لتصطدم بعد عقود طويلة، لكن جاءت هذه الحرب لتسرع من حركة المسار لتقف الدولة أمام لحظة من أصعب اللحظات منذ إقامتها بعد أن كانت قد اطمأنت حد التبجح، من يذكر خطاب نتنياهو الأخير في الأمم المتحدة ؟ لقد كان يستعرض قدرات إسرائيل وحضورها الإقليمي وتهميش الفلسطينيين ؟ ماذا سيقول هذا العام ؟ سيعود لبكائية التاريخ وبأن الفلسطيني يلاحقه ويريد ذبحه ... وما بين الخطابين تكمن أزمة الراهن .. والمستقبل أيضاً...!
(الأيام الفلسطينية)
شيه قائما بأعمال السفارة الأميركية في الأردن
زراعة الزرقاء: لا أضرار في غابات العالوك جراء حريق الأعشاب
الأردنية الهاشمية تواصل توزيع الطعام بغزة
فرصة لن تتكرر .. خلل مفاجئ يجعل صرافًا يوزع أمواله بالكامل
تغيير بسيط في النظام الغذائي قد يفقدك نصف كيلوغرام أسبوعيا
المستشفى الميداني الأردني في نابلس يبدأ عمله
الفنان عمر العبداللات نجم افتتاح مهرجان جرش2025
مقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخرين بصاروخ مضاد للدروع في غزة
العيسوي: الأردن يمضي بثقة بقيادة الملك والوحدة الوطنية سر منعته
زين كاش تتعاون مع "ماستر كارد" لتعزيز الدفع الرقمي في الأردن
النواب يدعم النشامى بعد التأهل المونديالي
حماس تتهم نتنياهو بالعبث بأعصاب أهالي الأسرى
إلغاء جلسات محاكمة نتنياهو الأسبوع المقبل
إحالات للتقاعد وإنهاء خدمات 240 موظفاً في التربية .. أسماء
التربية تحسم الجدل بشأن سؤال بمبحث اللغة العربية للتوجيهي
مقطع مضحك من مسلسل أردني يُثير التفاعل .. فيديو
فضيحة طبية تهز جرش .. فيديو وصور
مطلوبون لتسليم أنفسهم أو وضع أموالهم تحت إدارة الحكومة .. أسماء
ضبط سائق شاحنة تسبب بتلف 15 كم من الطريق الصحراوي
مهم من الحكومة بشأن ارتفاع أسعار البنزين والديزل
أمين عام وزارة التربية يعلق على روقة إمتحان الإنجليزي المزيفة
الحكومة تقر توحيد تعرفة التاكسي ودعم النقل العام
بحضور أبرز الفنانين .. الإعلان عن موعد وفعاليات مهرجان جرش
حرارة تلامس 50 مئوية بسبب قبة حرارية لاهبة .. تفاصيل
هام من الضمان لكافة المؤمن عليهم والمتقاعدين
توجه حكومي لخفض جمارك السيارات المستوردة