الشباب هم المستقبل .. والعجائز يقودونه

mainThumb

06-09-2024 12:00 AM




"الشباب هم أمل المستقبل"، هي عبارة تتكرر بشكل مفرط، خصوصًا في المناسبات الانتخابية. ولكن إذا نظرنا للواقع، نجد أن من يقود الحاضر فعليًا هم غالبًا من كبار السن.

ورغم أن الشباب يُرفعون كشعار في الحملات السياسية، فإن القادة والمُشرّعين في معظم الدول العربية، بما في ذلك الأردن، هم من الجيل الأكبر، ممن تجاوزوا الستين، وأحيانًا السبعين والثمانين.

خذ الأردن كمثال. في كل دورة انتخابية، يتم الترويج لتمكين الشباب، ولكن بمجرد انتهاء الانتخابات، تعود نفس الوجوه القديمة إلى السلطة.

في الانتخابات الأخيرة، شكّل الشباب (تحت سن 40) أقل من 15% من أعضاء البرلمان، رغم أن نسبة الشباب في الأردن، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و40 عامًا، تشكل حوالي 70% من السكان.

هذه الفجوة الكبيرة بين التعداد السكاني ومشاركة الشباب في البرلمان تبرز كيف أن شعارات تمكين الشباب تظل مجرد كلام.

التحديات التي تواجهها البلاد، مثل البطالة والأزمات الاقتصادية وتغير المناخ، تتطلب حلولاً جديدة ومبتكرة. ومع ذلك، يتمسك القادة الأكبر سنًا بالأساليب التقليدية، مما يعيق التقدم.

الشباب، الذين يمتلكون أفكارًا جديدة وطموحات كبيرة، يُتركون على الهامش، ويُمنحون وعودًا غير قابلة للتحقيق.

وإذا نظرنا إلى الانتخابات في المنطقة العربية بشكل عام، نجد أن الفجوة بين الشباب والقيادة تتسع. يتم التعامل مع الشباب كرموز للتغيير، لكن السلطة الحقيقية تبقى بيد القادة من كبار السن.

والنتيجة؟ استمرار الأزمات والتحديات، وتزايد الشعور بالإحباط بين الشباب الذين يشعرون أنهم لا يمتلكون القوة لتغيير واقعهم.

إذا لم يُمنح الشباب فرصة حقيقية لقيادة الحاضر، فإن الحديث عن المستقبل سيبقى مجرد شعارات جوفاء.

القادة الأكبر سنًا قد يحملون الخبرة، لكن الشباب يمتلكون الطموح والإبداع، وهما عناصر ضرورية لابتكار حلول جذرية للتحديات التي نواجهها اليوم. إذا استمر الحال على ما هو عليه، فإن المستقبل الذي نطمح إليه قد يظل مؤجلًا، وربما لن يأتي أبدًا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد