مثلث برمودا الشرق الأوسط

mainThumb

18-09-2024 04:55 PM

وقد تلقينا لقاح التاريخ منذ قرون للدولة الصفوية في فرض عقيدتها عبر المجازر والتهجير في إيران والعراق، وتحالفها مع قوى الاستعمار آنذاك البرتغاليين، وعدائها للدولة العثمانية وقد كانت حينها رأس حربة الإسلام في أوروبا.

ثم يصبح وريث تلك الدولة الشاه شرطي الوليات المتحدة الامريكية في المنطقة، وحين لم يذهب بعيدا حيث تريد، كانت تلك الثورة بقيادة الخميني، والتي أظهرت قناع العداء لأمريكا وإسرائيل، وذهبت في العمق بعيدا حيث تريد أمريكا، القناع قضية الرهائن الأمريكان في طهران، والتي بين حقيقتها الرئيس الأول لإيران في عهد الخميني أبو الحسن بني صدر فيما بعد، وفي العمق بيع الأسلحة لإيران في حربها مع العراق فيما عُرف بفضيحة إيران كونترا غيت في عهد الرئيس ريغان، وتصدير السلاح الإسرائيلي إلى إيران والذي تم فضحه بعد اسقاط الطائرة الأرجنتينية المحملة بالسلاح الإسرائيلي في 18 تموز 1981، ومن أراد التفاصيل عليه العودة لذلك من خلال الشبكة العنكبوتية، ثم قصف مدينة حلبجة الكردية بالكيماوي وإلصاق التهمة في العراق بمساعدة الوليات المتحدة.

ويستمر ذلك العداء الظاهر والاتفاق الباطن عبر العقود المنصرمة وحتى يومنا هذا، مما أسفر عن سقوط أفغانستان والعراق، وخراب العراق وسوريا ولبنان واليمن، والقتل والتهجير، ويقود هذا المثلث المرعب في المنطقة: الولايات المتحدة وأذرعها في المنطقة، وإيران وأذرعها المختلفة في المنطقة، وإسرائيل.

بدأت إيران سيطرتها على العراق بعد احتلاله، ومن خلال المليشيات التابعة لها، حين بدأت بعمليات تفجير المفخخات في مواكب العزاء كما يطلق عليها شيعة العراق وفي مناطق مختلفة، وتفجير المراقد المقدسة لديهم، وإلصاق التهمة بالسنة، مما جرّ على العراق حرب طائفية داخلية شعواء، ذهب ضحيتها الآلاف، وبنفس الأسلوب في سوريا ولبنان، حتى أصبح أي تفجير مفخخ علامة فارقة لليد الإيرانية.

ثم كان ذلك الفيلم الهوليودي بأجزائه المستمرة، فيما عُرف بتنظيم داعش، وما نتج عنه من دمار وقتل وتهجير، وقد لعبت وسائل الإعلام المختلفة، والمشهورة منها خصوصا دورا كبيرا في ترسيخ الفكرة، وإخراجها على أنها حقيقة، ليصبح مثلث الشر (مثلث برمودا الشرق الأوسط) الولايات المتحدة وأذرعها وإيران وأذرعها وإسرائيل، هي القائد ضد الإرهاب في المنطقة.

واليوم وبعد طوفان الأقصى، يستمر انتاج الأفلام الهوليودية، القناع العدائي الظاهر، والعمق الاستراتيجي في التعاون وقيادة المنطقة، وليتم إخراجها بشكل متقن، لا ضير من استهداف شخص قيادي هنا أو هناك، ومنطقة هنا أو هناك.

وفي كل فيلم لا بد من هفوة هنا أو هناك، تدل على سوء السيناريو وضعف التمثيل وسقطات الإخراج، ففي مواكب العزاء كان يُطلب من المشاركين سب الإمام علي أو قتلهم، وإلصاق ذلك العمل بالسنة، ولا يوجد سني على وجه الأرض يسب الإمام علي رضي الله عنه، وفي فيلم داعش كان يمثل قتلة داعش أولئك الأشخاص الضخام مفتولي العضلات، الذين يتحدثون اللغة الإنجليزية بطلاقة اللغة الأم، واليوم صواريخ ومسيرات لا تسقط أبدا في إسرائيل، وإن فعلت ففي مناطق خالية، والتهديد والوعيد الفارغ، ثم المشهد الهزلي بزرع المتفجرات في أجهزة البيجر.

وستستمر تلك الأفلام التي ترسخها وسائل الإعلام، لتسهّل الطريق أمام ذلك المثلث للسيطرة على المنطقة، على العقول قبل الأرض، ولمن لا يقرأ التاريخ جيدا، ولا يأخذ اللقاح منه فهما وتدبرا، سيبقى كومبرس هذه الأفلام.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد