الْجِنُ

mainThumb

15-12-2024 09:22 PM

بعد أن خلق الله الملائكة خلق الْجِنُ وخلقهم من نار السموم ومن مارجٍ من نار (وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ، وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ (الحجر: 27، الرحمن: 15)). والله خلق الجِنَّ بعقل وغريزة ولهذا منهم الذكور ومنهم الإناث ويتكاثرون. وبالتأكيد سيكون بينهم الصالحين وبينهم الطالحين (الحاسدين والماكرين والخبيثين والفاسدين وسافكي الدماء) … الخ (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (البقرة: 30)، المقصود بالذين أفسدوا وسفكوا الدماء في الأرض هم الجِنَّ). وقد قال الجِنَّ على لسانهم (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ ۖ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَٰئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (الجن: 14)).

وكما نعلم أن أجداد الجن (إبليس وزوجه وذريتهما الأولون) ناصبوا سيدنا آدم وذريته العداء غيرةً وحسداً ونقمةً … الخ منذ بداية الكون وطلبوا من الله أن ينذرهم إلى يوم القيامة (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ، فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ، فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ، إِلاَّ إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ، قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ، قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ، قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ، وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ، قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ، إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ، قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ، إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ، قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ، لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَاَّ (ص: 71-85)). وكان الجِنَّ موجودين على الأرض من قبل الإنس (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ۚ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (الكهف: 50)، وكما يروى أن الله أرسل الملائكة للقضاء على الجِنَّ الذين أفسدوا وسفكوا الدماء في الأرض وكان إبليس طفلاً صغيراً يتيماً لأن والديه وأفراد عائلته قتلوا فأخذته الملائكة معهم إلى السماء فتربى بينهم فهو ليس من الملائكة. فعندما كبر وبعد أن خلق الله سيدنا آدم عليه السلام ومن ثم خلق له زوجه من نفسه وأدخلهما الله الجنة وطلب منهما أن يأكلا من كل ما في الجنة ما عدا شجرة واحده فقط (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (البقرة: 35)). إلا أن إبليس عاد لطبيعته الشريرة وحسده وغيرته من آدم وزوجه وذريتها فأغرى سيدتنا حواء لتأكل من الشجرة التي نهاهما من الإقتراب منها وبالتالي أقنعت سيدتنا حواء زوجها سيدنا آدم للأكل منها فأكلا منها وعصا ربهما (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ (البقرة: 36)، فأهبطهما الله على الأرض عقاباً لهما إلى حين). واستغفر آدم ربه لأنه كان متعلماً فتاب عليه (فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (البقرة: 37)). الا أن الله أهبطهم جميعا سيدنا آدم وزوجه وإبليس وزوجه على الأرض على أن يرسل الله لهم الرسل والأنبياء فمن تبع هدى الله فسوف يفوز بالجنة ومن عصى ربه فسيكون مأواه النار (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (البقرة: 38)). وقد عادى ابليس وذريته ويعادون وسيعادون بني آدم حتى اليوم الموعود وهو نهاية الدنيا كما تم إنذار إبليس وذريته من قبل الله رب العالمين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد