احترنا يا قرعة من وين نبوسك

mainThumb

27-07-2025 11:33 PM

هناك مثل شعبي كان يقوله أهلنا في أوقات الحيرة، وها أنا أستخدمه الآن ليُعاد إحياؤه في وقت لم أجد فيه جوابًا لكل سؤال من الأسئلة التي تخطر في بال الجميع:
لماذا نشعر أحيانًا أن ما نقدمه يُقابل بالشك والخذلان؟
لماذا كل هذا الغِلّ المخبوء في قلوب بعض البشر تجاه وطن اسمه الأردن؟

لقد كثر في زمننا هذا من يشبهون "القرع" — مع احترامي الشديد لكل رأسٍ يحمل عقلًا راجحًا، ولا يأبه إن كان أصلع أم لا — فليس العيب في الصلع، ولكن المقصود أعمق وأغرب. فالعقل موجود، والتفكير والتيقن هما الأساس، لا شكل الرأس ولا كمية الشعر. لكن ليس هذا هو محل الجدل.
الجدل هو في الحيرة نفسها: "من وين يا قرعة نبوسك؟"
ذاك الذي يصعب إرضاؤه، ويصعب إقناعه، ولا تجد له مبررًا واحدًا لرفض كل اقتراح، ولا يسمع الرأي ولا الرأي الآخر.

وقد أقول إن تحضير المساعدات، وتحميلها في الشاحنات، وقطع المسافات، والتعرض للمخاطر، لا يقل أهمية عن تجهيز الطائرات بالمساعدات، وركوب الطيارين، والإقلاع بها في السماء، واحتساب وقت الهبوط، وترتيب المظلات المرافقة للطرود، ودخول مناطق الحرب، والبحث عن السلامة في الأماكن الخطرة. بل إن اتخاذ قرار بإسقاط المساعدات في مناطق مكتظة بالسكان، والحصول على الإذن بذلك، أهون بكثير من مجادلة إنسان لا يرى في كل ما نفعله إلا السواد والظنون، ولا يرى إلا الزوايا المظلمة، حتى وإن كانت نوايانا خالصة لأهلنا في غزة.

"احترنا يا قرعة من وين نبوسك"، ولسنا نقصد بهذا أهل غزة، لا سمح الله، فأهل غزة أبطال، تاج على الرؤوس.
نقصد أولئك الذين يُشككون فيما يُقدّمه الأردن من دعم صادق لهم، أولئك الذين تأثروا بإعلامٍ خبيث، تحركه زجاجة فارغة رُميت في البحر، ولم يُحرّكهم صدق النوايا الطيبة الصادرة من الدولة الأردنية الهاشمية.

لكن هذا قدَر الأردن، وقدَر الشرفاء فيه.
والتاريخ لا بد أن يُنصفه، بل نحن لا نريد من الله إلا أن يشهد على صدق نوايانا،
ولا نُبالي بتاريخٍ ينسى أن يكتب اسم الأردن بحروف من نور،
لأننا على يقين أن الأردن أكبر من الخذلان نفسه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد