فحص اللعاب يكشف خطر السكري مبكرًا

mainThumb
قياس الإنسولين في اللعاب

08-08-2025 12:41 PM

السوسنة - كشفت دراسة علمية حديثة أجراها فريق بحثي من جامعة كولومبيا البريطانية في كندا عن إمكانية استخدام اللعاب كوسيلة غير جراحية للكشف المبكر عن خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، عبر قياس مستويات هرمون الإنسولين فيه، ما قد يمهد الطريق لتطوير اختبار عملي وبسيط يساعد في الوقاية من المرض قبل ظهور أعراضه.

ونُشرت نتائج الدراسة في مجلة "علم وظائف الأعضاء التطبيقي والتغذية والأيض"، وكتب عنها موقع "يوريك أليرت"، حيث أظهرت أن قياس الإنسولين في اللعاب يعكس بدقة مستوياته في بلازما الدم، خاصة بعد تناول وجبات غذائية متنوعة، ما يجعله مؤشرًا موثوقًا للصحة الأيضية.

وشملت الدراسة 94 مشاركًا من مختلف الفئات العمرية ومقاسات الجسم، تناولوا مشروبًا غذائيًا قياسيًا بعد فترة صيام، ثم خضعوا لاختبارات سكر الدم عبر وخز الإصبع، إلى جانب تقديم عينات من اللعاب قبل تناول المشروب وبعد 60 و90 دقيقة من تناوله.

وقال الدكتور جوناثان ليتل، الباحث المشارك في الدراسة وأستاذ كلية الصحة وعلوم التمارين الرياضية بالجامعة، إن الأشخاص الذين يعانون من السمنة أظهروا مستويات أعلى بكثير من الإنسولين في اللعاب مقارنةً بمن لديهم وزن طبيعي أو منخفض، رغم تشابه مستويات الغلوكوز في الدم بينهم، ما يشير إلى أن اختبار اللعاب قد يكون أداة فعالة لتحديد المعرضين لخطر الإصابة بالسكري قبل أن ترتفع مستويات السكر في الدم.

وأوضح ليتل أن حالات ما قبل السكري، مثل مقاومة الإنسولين وفرط الإنسولين في الدم، قد تبدأ بالتطور قبل 10 إلى 20 عامًا من التشخيص الرسمي، مشددًا على أهمية الكشف المبكر لاتخاذ خطوات وقائية مثل تعديل نمط الحياة أو بدء العلاج المناسب.

من جهته، أشار الدكتور حسين رفيعي، المؤلف المشارك في الدراسة، إلى أن بعض المشاركين ذوي الوزن المنخفض سجلوا ارتفاعًا ملحوظًا في مستويات الإنسولين اللعابي بعد تناول الوجبة، رغم أن مستويات الغلوكوز لديهم كانت طبيعية، ما يدل على أن الوزن وحده ليس مؤشرًا كافيًا لتقييم خطر الإصابة بالسكري.

وأضاف رفيعي أن محيط الخصر كان العامل الأكثر ارتباطًا بمستويات الإنسولين في اللعاب، متفوقًا على العمر والجنس ومؤشر كتلة الجسم، ما يعزز أهمية هذا القياس في التمييز بين من يتمتعون بصحة أيضية جيدة ومن هم أكثر عرضة للإصابة بفرط الإنسولين.

وتشير نتائج الدراسة إلى أن الإنسولين اللعابي قد يكون أكثر دقة من قياس الغلوكوز في الدم في الكشف المبكر عن اضطرابات الأيض، ما يفتح آفاقًا جديدة لتطوير أدوات تشخيصية غير جراحية وسهلة الاستخدام، تسهم في الحد من انتشار داء السكري من النوع الثاني عالميًا، والذي يصيب نحو 400 مليون شخص حول العالم.

اقرأ ايضاً:

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد