مقصّات الحسد: حين يقصّون نجاحك خيطًا خيطًا!

mainThumb

25-08-2025 12:04 PM

كانوا كثيرين… أولئك الذين يخفون في جيوبهم مقصًّا حادًّا، لا ليقصّوا به شريط نجاحك، بل ليقصّوا من روحك كل خيطٍ يمتد نحو الضوء.
قد يكون أحدهم طبيبًا يلبس ثوب العلم، أو صحفيًا يملأ الدنيا ضجيجًا عن حرية الرأي، أو محاميًا يتشدّق بالقوانين والحقوق، لكن قلبه، يا صاحبي، أضيق من ثقب إبرة، وأشدُّ حسدًا من زوبعة في صدرٍ ضيّق.
ترى إنجازك، فتضيق أنفاسه. يقرأ خبر تفوقك، فينقبض قلبه كأنك انتزعت من جيبه لقمة عيشه.
يتثاقل إصبعه عن أن يمنحك "إعجابًا" عابرًا على منشور فرحك. ثم، بصمتٍ مسموم، يمد يده ويحذفك من قائمته، كأن نجاحك وصمةٌ تُخيف مرآته.


والأدهى؟ أنّ بعضهم لا يكتفي بالغياب، بل يُشعل المجالس بذكرك سوءًا، يقلب سيرتك كمن يقلب جمرًا على صحنٍ بارِد، وكل ذنبك أنّك تعبت، وتعثّرت، وقمت، وواصلت الطريق.
عيبٌ يا هؤلاء… عيبٌ أن تكونوا سكاكينَ على ظهور من يصنعون مجدهم بيدين عاريتين.
الناجح، وخصوصًا ذاك الخارج من كهوف العشائر دون مالٍ يسنده، ولا ظهرٍ يحميه، ولا قبيلةٍ تفرش له طريق المجد، ذاك يستحق أن تُرفع له القبعات، لا أن تُشهر في وجهه المقصّات.
إنها مشكلة النفوس، لا المناصب. فالمناصب تتبدّل، والنجاحات تُكتب، أما ضيق القلب، فوصمةٌ تبقى ما بقي الحسد.

احترموا بعضكم، واتركوا الحسد في مقبرة منسيّة. فالرزق بيد الله، والمجد لا يُنال بالقصّ، بل بالصبر والكدّ والعرق.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد