جبهة دبلوماسية أردنية مصرية لوقف الكارثة في غزة

mainThumb

01-09-2025 11:46 PM

في ظل الحرب الإجرامية التي يشنها الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة، تتجسد مواقف الدول العربية في مسارين رئيسيين: موقف شعبي رافض للعدوان بكل أشكاله، وموقف رسمي يسعى عبر الدبلوماسية إلى كبح جماح آلة الحرب التي تواصل ارتكاب مجازرها بحق المدنيين. ويبرز في هذا السياق الموقف الأردني المصري الموحد، الذي يؤكد مرة بعد أخرى على مركزية القضية الفلسطينية وضرورة وقف الحرب فورًا.

ففي اجتماع تشاوري عُقد على هامش منتدى بليد الاستراتيجي العشرين في سلوفينيا، جمع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي مع وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين في الخارج بدر عبدالعاطي، جرى التأكيد على استمرار التنسيق الوثيق بين عمّان والقاهرة حيال التطورات المتسارعة في المنطقة.

الاجتماع، الذي يأتي في سياق التشاور المستمر، شدّد على أن ما يجري في غزة ليس حربًا عادية، بل جريمة إبادة نكراء تستهدف المدنيين العزل. وأكد الوزيران ضرورة التحرك الفوري لوقف إطلاق النار، ورفض أي محاولات لفرض التهجير على الفلسطينيين، محذرين من التداعيات الكارثية لمثل هذه المخططات على الأمن والاستقرار الإقليمي.

الموقف الأردني المصري، بما يحمله من ثقل سياسي ودبلوماسي، يتجاوز حدود الإدانة إلى العمل الفاعل من خلال دعوة المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته، وإلزام إسرائيل بوقف عدوانها بشكل فوري، وفتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في ظل الكارثة التي يعيشها سكان غزة.

هذا الاصطفاف العربي الثنائي يعكس إدراكًا عميقًا بأن القضية الفلسطينية ليست شأنًا فلسطينيًا داخليًا، بل قضية أمن قومي عربي، تمس الأردن ومصر بشكل مباشر، بحكم الجغرافيا والتاريخ والدور السياسي. فالأردن، الذي يحتضن ملايين اللاجئين الفلسطينيين، يرفض أي سيناريوهات تهجير جديدة قد تعيد إنتاج النكبة، فيما تدرك مصر أن تهجير الفلسطينيين نحو سيناء يمثل خطًا أحمر يمس سيادتها وأمنها الوطني.

من هنا، يكتسب الموقف المشترك بين عمّان والقاهرة أهمية مضاعفة، فهو لا يكتفي بفضح الجرائم الصهيونية ومجازرها أمام العالم، بل يشكّل أيضًا سدًا سياسيًا في وجه المشاريع التصفوية، ورسالة واضحة بأن إرادة الشعب الفلسطيني في أرضه لا يمكن تجاوزها أو الالتفاف عليها.

إن وحدة الموقف الأردني المصري تمثل اليوم بارقة أمل في بناء جبهة عربية أكثر تماسكًا لمواجهة جرائم الاحتلال، والتأكيد على أن العدالة والحرية للفلسطينيين هي المدخل الحقيقي لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد