دور أوروبا في كبح أميركا

mainThumb

28-10-2025 11:23 AM

التشابك الذي يراه المتابع في الصراع الدولي، فيه شيء من التعقيد، لكنه واضح، فالمتابع يجد تقارباً روسيا أميركيا، ثم ما يلبث ان يصبح نفوراً، وكذلك الصين وأميركا، ترى في علاقتهما مداً وجزراً، تقارباً وتباعداً، فما السبب وراء هذا الوضع؟ هل السبب الصين وروسيا أم أميركا؟.
الواضح من اللقاءات والضغط الذي تمارسه أميركا على دول العالم، أنها هي السبب، فهي تريد فرض نفسها على العالم كونها "كما تعتقد" انها القوة الأولى في العالم وأنه على الدول أن ترضخ لمطالبها، التي تتمثل بالسيطرة على ثروات الأمم، وعلى الدول الكبرى أن تقر لها بهذه السيطرة، ولو على حساب مصالحها ومصالح شعبها.. لذلك أميركا تحاول بالدبلوماسية "الحربية" أن تُخضع الصين وروسيا، لكنها تفقد هيبتها يوماً بعد يوم، فالصين ومعها روسيا، تقابل كل تهديدات أميركا لإخضاعها، ببرود شديد ولا تلتفت اليها، فهي مشغولة بعملها الانتاجي، وعملها الدبلوماسي الذي يقوم على عالم متعدد الأقطاب، وإنهاء الاستعمار الغربي الذي نهب خيرات الشعوب وصنع دول فاشلة عميلة له استعبدت الشعوب.

أما الصراع الخفي بين أوروبا بقيادة "فرنسا" وأميركا، فأصبح يظهر للجميع وخاصة في حرب غزة،
وكذلك التحالف الخفي بين أوروبا "فرنسا" والصين الذي ظهر في حرب غزة.. وكان ضرورة استراتيجية، جعل
فرنسا توعز لوكلائها في المنطقة "إيران وأذرعها" بالالتحاق بركب الصين لضمان سلامتهم وبقاء التحالف معها، وهذا فتح مجالاً كبيراً للصين للدخول إلى أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط.. وهو هدف كانت تبحث عنه طويلاً وجاءها كغنيمة باردة، قدمه لها الصراع الأوروبي الأميركي..
ما أريد قوله هو أن الصين ليست دولة استعمارية، فقط هي دولة تجارية، وخلافها مع أميركا تجاري، أما الصراع الكبير بالنسبة لأميركا هو مع المستعمرين القدامى الذين يمتصون الشعوب ويتركونها لعملائهم يعيثون فيها فساداً، فالأوروبيون لم يرفعوا الراية بعد، ونالوا من أميركا اثناء الحرب على غزة وجيشوا الشعوب ضد إسرائيل وربطوها بأميركا، فنال أميركا من العار الدولي ما نال دولة الاحتلال.. ولآن هي أمام خيارين أحلاهما مر، إما الانزلاق في حرب يخططون لها الاوروبيون فتفشل، أو تترك الصين وروسيا يتمددان وتنكفئ الى الداخل، فتتأخر ويتقدم خصومها!!.

كأني سمعت أحدهم يقول: والموقف الروسي ضد أوروبا كيف تراه؟!، أميركا دعمت روسيا في هذا الملف لتشغل أوروبا بالتهديد الروسي وتخفف من ألاعيبها ضد التوسع الأميركي، وهذا الدعم تقاطع مع مخططات روسيا، التي تحاول إبعاد حلف الناتو عن حدودها، باستعادة الإرث السوفييتي، وبوتين يخادع ترمب كما تفعل الصين، ويرى من مصلحته أن تتمرد الدول المستضعفة على الأوروبيين وعلى أميركا، ويدعم استراتيجة الصين الساعية الى إنهاء الاستعمار الغربي الأميركي للعالم، وتركها تستحوذ على الأسواق بعد تقاعد "شرطي العالم"!! صراع المصالح يغيّر المواقف.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد