ريادة الأعمال في الأردن .. خطاب متكرر وواقع متعثر

mainThumb

02-11-2025 10:54 AM

الحديث عن ريادة الاعمال في الأردن بات يشكل محورا أساسيا في أي ملتقى او لقاء رسمي او غير رسمي كأداة لمكافحة البطالة وتحفيز الابتكار. غير أن الواقع يكشف أن هذا القطاع، رغم الزخم الإعلامي والدعم الخطابي الرسمي، ما زال يعاني من فجوات هيكلية عميقة تحد من قدرته على التحول إلى قوة اقتصادية حقيقية. فرغم تصاعد الحديث الرسمي والإعلامي عن دعم ريادة الأعمال في الأردن، إلا أن الواقع الميداني يكشف فجوة كبيرة بين الشعارات والممارسة. فالبيئة التشريعية ما زالت تقليدية وبطيئة، تعيق تسجيل الشركات الناشئة، وتفرض إجراءات مرهقة لا تتناسب مع طبيعة المشاريع الريادية.
أيضا التمويل يمثل التحدي الأكبر، إذ يتعامل القطاع المصرفي مع الرياديين بعقلية الضمانات لا بعقلية الأفكار المبتكرة، فيما تبقى مبادرات الدعم محدودة التأثير وتفتقر للاستدامة. أما ثقافة المجتمع، فما زالت تميل إلى “الأمان الوظيفي” على حساب روح المغامرة والإبداع.
تعمل العديد من الجهات في دعم الريادة سواء مؤسسات حكومية او جامعات ومنظمات دولية الى غير ذلك لكنها غالبا تعمل بمعزل عن بعضها (صولو)، أي ان هناك ضعف واضح في التكامل المؤسسي ما يؤدي إلى تكرار الجهود وبالتالي ضعف النتائج.
المشكلة ليست في قلة المبادرات، بل في غياب المنظومة المتكاملة التي تحول الفكرة إلى مشروع منتج. فالكثير من “المشاريع الريادية” اليوم شكلية أكثر منها مبتكرة، وتستند إلى تسويق أفكار مكررة لا تخلق قيمة مضافة حقيقية. فأصبح مصطلح "الريادة" شعارًا يُستخدم بكثرة في المؤتمرات والمنتديات، لكن دون مضمون حقيقي.
إن المطلوب اليوم ليس المزيد من الحاضنات والمؤتمرات، بل إصلاح جذري في التعليم، والتمويل، والتشريعات، بما يحفّز الابتكار ويحمي الفشل ويمنح الرياديين فرصة للنمو في بيئة تنافسية عادلة. فمن دون هذه النقلة، ستبقى ريادة الأعمال في الأردن مشروعًا مؤجلًا بين الطموح والواقع.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد