منظومة أدوات القوة للطامحين في الوصول للسلطة

mainThumb

06-11-2025 10:07 AM

منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها وعلى مدار الزمان وباختلاف المكان يتنازع بنو الإنسان على السلطة، ويسعى كل فرد للحصول على أدوات السلطة لحماية نفسه والتمتع بقوة الهيمنة والسيطرة على الأخرين.
لقد علمتنا الحياة بأن منظومة أدوات القوة متعددة ومتنوعة، لكنها تكاد تكون موحدة عند كل شعوب الأرض وعند كل فرد فينا، وقد لا تختلف عبر الزمان ولا المكان. فقد كانت القوة البدنية والفروسية والقبيلة والثروة والأخلاق الحميدة والعلم أهم أدوات القوة والسلطة في سالف الزمان باختلاف الوزن النسبي لكل منها. وفي الحقيقة بأن تلك العناصر أو بعضها لم ولن يتغير ولا زال موجوداً ولكن بشكل أخر.
ومن هنا فإن قوة الشخص تقاس بما يملكه من عناصر القوة، فالشجاعة والقدرة الجسمية والتحمل البدني للشخص عناصر مهمة، والقوة الاقتصادية والثروة والمال عناصر أساسية للقوة. أما القوة الناعمة أو المعنوية المتمثلة بالقوة العقلية والذهنية وحدة الذكاء، والذكاء العاطفي والذكاء الاجتماعي والعلاقات الانسانية والشخصية والاجتماعية تلعب دوراً مهماً في حياة الشخص وقوته. لذا فإن كل تلك العناصر تشكل في بعضها أو مجموعها قوة الفرد.
وحسب ما نرى في دروب الحياة بأنه من الصعب توافر جميع هذه العناصر في شخص واحد إلا في حالات نادرة، ولكن كل أنسان لدية من عناصر القوة ما يميزه عن غيره، فمنها ما يختلف أو يتشابه مع الأخرين، وعلى كل أنسان أن يستغل عناصر قوته وتنميتها وتطويرها لتحقيق أهدافه في هذه الحياة.
ويعتقد البعض بأن أهم عناصر القوة الأساسية هي السلطة لمن هم في سدة الحكم، وأصحاب السلطة العسكرية والأمنية الذين يشكلون أكبر وأقوى عناصر السلطة بلا منازع، ،والسياسين من شتى الأصناف وزراء وبرلمانيون والقيادات الإدارية في كافة مؤسسات الدولة، ويليهم في الأهمية هيئة القضاء، بينما يعتقد البعض بأن الثروة والمال تتبوء المركز الأخير في هذه المعادلة، ولم يدرك غالبية الناس بإن هذين العنصرين يمثلان أهم عناصر القوة إن لم يكن أهمهم إذا أراد صاحب الثروة والمال إدخالهم في لعبة القوة.
فالانتماء إلى قبيلة أو قومية يعد أحد مصادر القوة والسلطة على مستوى الشخص أو المجموعة يشدون بها أزرهم ويستمدون منها قوتهم، بينما تشكل تلك نقطة ضعف لهؤلاء الذين لا يتمتعون بتلك الأبعاد، لذا فإنهم يسعون لتشكيل جماعات أو تحالفات لحماية أنفسهم ومصالحهم للتغلب على نقاط ضعفهم.
ولو أمعنا النظر قليلاً سنجد بأن الثروة تمثل أحد أهم أدوات القوة الخفية التي تستطيع فتح الأبواب المغلقة، والتمتع بالأمن والأمان والحياة الكريمة والرفاهية والحماية من الفقر والحاجة للأخرين، ويصل به الأمر إلى أن تأخذ ما ليس لك به حق، وتقيم به علاقات مع أصحاب الثروة ورجال السلطة وحتى المساكين من الناس لتصنع به مكانة اقتصادية واجتماعية وسياسية والوصول للسلطة بالاستعانة بعناصر القوة المساندة من إعلام وشخصيات مؤثرة وحتى ذمم النفوس الضعيفة الطامعة.
إذاً فالثروة هي من أهم عناصر القوة. وبدون المال تصبح سلعة لغيرك من أصحاب الثروة. وهذا الحال كما وصفه الإمام الشافعي رحمه الله فقال:
أني رأيت الناس قد مالو إلى ما عندهم مال
ومن لا عنده مال فعنه الناس قد مالو
رأيت الناس قد ذهبوا إلى من عنده ذهب
ومن لا عنده ذهب فعنه الناس قد ذهبوا
رأيت الناس منفضة إلى من عنده فضة
ومن لا عنده فضة فعنه الناس منفضة

وللأسف في ظل هذا الواقع المرير نجد بأن العلم والمعرفة تأتي في ذيل القائمة، بينما ترتفع ثلاثية القوة السلطة والثروة والمال والعلاقات. لكننا دائماً يحدونا الأمل بأن صفات وشيم الفرسان والشرفاء من الرجال الذين لا تغرينهم زينة الحياة الدنيا هم العنصر الذين تراهن عليه الشعوب والدول مهما طال الليل وتكالبت المحن.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد