السودان الجرح النازف في النظام العربي

mainThumb

21-11-2025 11:32 PM

حركات التمرد والعصيان والانفصال التي انتشرت فى ربوع الوطن العربى لا تهدف سوى الى تمزيق الدوله الواحده الى عدة دويلات وذلك لافراغ النظام الاقليمي العربي من مضمونه الاستراتيحي وتغييبه وهذا بسبب تجميد معاهدة الدفاع العربي المشترك وعجز اليات النظام العربى عن مواجهة مثل هذه القوى المتكالبة عليه لاجهاضه من اجل سيادة النزعة القطرية, مما جعل الدول المحيطه بالنظام الاقليمي العربي وبالتعاون مع بعض الدول الكبرى تفكر جديا باعادة تفكيك بعض دول النظام العربى واعادة تركيبها بما يتلائم و خدمة مصالحها الاستراتيجيه والاقتصاديه. مثل العراق ,الصومال ,اليمن, سوريا وبدايه لابد من التأكيد على ان ظاهرة حركات التمرد الانفصاليه وخصوصا المسلحه منها هي ظاهرة ساهم فيها كلا من الانظمة السلطوية العربيه ,و دولة الكيان الاسرائيلى وبعض الدول الغربيه ذات المطامع الاقتصاديه او ذات الحنين الى عهد الاستعمار, ومن هنا يمكن القول ان السودان هو نمودج للقاره الافريقيه المضطربه الغارقه بالمشاكل والتي لم تهدأ منذ خروج الاستعمار من دولها , فالجنوب في السودان تم انفصاله عام 2011 واصبح دولة مستقلة بعد اجراء الاستفتاء وحرمان شمال السودان من الثروة النفطية والتى قدرت باكثر من 80% من ثروات السودان قبل الانفصال لقد استنزفت الحرب مع حركة الجنوب المتمرده قدرات وخيرات وشباب السودان وانهكته حتى بات مترنحا من الضربات المؤلمة التى وجهت اليه بايدى اهله انفسهم , هذه الحركات يتم دعمها من دول لا يهمها استقرار السودان او حتى الوطن العربى , وذلك لان موارد السودان وموقعه الاستراتيجي ومواقفه اتجاه قضايا النظام الاقليمي العربي والاسلامى هي التي وضعته في دائرة الضوءوالاستهداف .
فأسرائيل على سبيل المثال عملت منذ فتره ليست بالقصيرة على استمالة زعماء دولة الجنوب في السودان ودعمهم وتسليحهم وتدريب القوات المسلحة هناك , كما عملت ايضا جاهده على استماله حركات التمرد والانفصال في دارفور من اجل عدم تحول السودان الى دوله اقليميه داعمه للدول العربيه المعاديه لأسرائيل" و تأسيسا على ذلك يمكن القول ان اغتيال فكرة الدوله وتفريغها من مضمونها هو صناعة لقوى اجنبيه متقنه من قبل اعداء الامة العربيه التى وجدت فى مثل هذه الحركات ضالتهم المنشودة كأدوات لتنفيذ مخططاتهم وماّربهم ,هذه الحركات التي احتكمت للسلاح ورفعته فى جه ابناء الوطن الواحد مططالبة بالانسلاخ عنه نتيجة لضعف الانتماء والولاء للوطن السودان والذي هي محور حديثننا
لقد جّرت الحكومه المركزيه السودان الى الفوضى ونهاية هذه الفوضى هى تمزيق الوطن الواحد ,فالحكومه المركزيه حتى الان لم تتمكن من التحول الحقيقي الى الديمقراطيه ولم تتمكن حتى من استيعاب قضايا سابقا كتعدد الاثنيات والاديان من الانصهار ضمن بوثقة المجتمع السوداني الواحد , رغم حصول السودان على الاستقلال منذ فتره طويله ,ولم يتم تطبيق مفهوم المواطنه لاغلاق الطريق امام مدعّي الانفصال, بل تم تقديم الهوية الدينية على الهوية الوطنيه وهذا بحد ذاتة اثار حفيظة الكثيرين من المرتزقة و الجمعيات الضالعة فى التبشير ناهيك عن قوى اليسار والتىوجدت نفسها فى تقاطع مع التيارات الدينية , ومن هنا جاء التدخل الاجنبى المحموم على وجه الخصوص ضد فرض وتطبيق اطار الحكم الدينى للدولة من قبل الحزب الحاكم فى السودان والمتهم صراحة من قبل هذه القوى ان حزب البشيرالسابق الحاكم فى السودان يصدر الاصولية الاسلامية, ومن هنا التقت كل القوى التى لاتريد الخير لا للسودان او النظام العربى فى دعم لا محدود لحركات التمرد فى السودان, وخزاناته الطائفية التى تكون جاهزة للانفجار فى اى لحظة بين ابناء البلد الواحد. ولم تتمكن الحكومة السابقة من محاولة تطوير السودان وذلك من خلال التركيز على مشاريع التحديث والتنميه وتقوية اواصر الوحده الوطنيه لذلك وجدت هذة الحركات ضالتها المنشودة من خلال عجز الحكومة المركزية على تحقيق مشاريعها لذلك قامت هذة الحركات المسلحه المدعومه من الخارج بتقسيم السودان وتمزيقة اننا نتألم لما يجري لهذا البلد العزيز من تفتيت لوحدته ووطنه, بالامس انفصال الحنوب واليوم دارفور وبعد غد لا نعلم ماذا يرسم لهذا البلد من مخططات . اننا نأمل ونطالب الجميع بالعض على الجراح رغم الالم ومحاولة بناء الثقة من خلال مصالحة وطنيه حقيقيه تراعي فيها مكونات السودان الواحد الدينيه والعرفيه والثقافيه ومحاولة طى الحساسيات والذاكرة التاريخيه المؤلمه.أمام هذا الواقع المرير، يقف السودان اليوم على مفترقٍ مصيريٍّ حادّ. فإما أن يستمر هذا الحكم الذي يرفع شعار الوطنية ليخفي سلطته الدينية، أو يطفو إلى السطح حكمٌ عسكريٌّ صِرف لا يختلف عن الأول إلا في اللغة والشكل. وفي حال غياب مشروع وطني جامع، يلوح خطر التفكك والانقسام، حيث تنشأ سلطاتٌ محلية تملأ الفراغ وتُعيد إنتاج الفوضى. غير أن الطريق الرابع، وهو الأصعب والأكثر صدقًا، هو طريق مشروع التأسيس إعادة بناء السودان بدستورٍ فدراليٍّ عادلٍ، وعدالةٍ انتقاليةٍ تنهي الإفلات من العقاب، وجيشٍ قوميٍّ موحّدٍ تحت قيادةٍ مدنيةٍ منتخبة ولابد من الاعتراف ان العسكرين لم يستطبعوا الحفاظ على تماسكهم بعد الانفراد بالسلطه في الانقلاب على حكومة البشير وابعاد المدنيين عن السلطة , وشيئاً فشيئاً بدأ الصراع يظهربين رجالات الحكم العسكر وخاصة بين الرئيس ونائبة حتى وصل انفراد العسكريين بالسلطة بالانتقاد الذى وجهه نائب الرئيس احمد دوقللو في 25أكتوبر2021 بأنه كان خطئاً قاتلا ابعاد المدنيين عن السلطة , ومن هنا جاءت الاشتباكات التي بدأت في الخامس عشر من إبريل وما زالت في حتى الان فبعد نحو عشرين عاماً من علاقة سلاح ، وصداقة حميمة وقتال ، التمردعلى نظام حكم البشير.بعد الانقلاب و ، بلغت ذروتها في تقا



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد