العائلة المستورة

العائلة المستورة

24-11-2025 12:58 AM

حينما تسأل عن عائلة ما، يبادرك القول مباشرة: "والله عائلة مستوره". وحينما تفكر في البحث عن "الستيره"، هذه الأيام تحتاج إلى دخل يساوي احتياجات العائلة، وعدم اللجوء إلى الاستدانة. وهناك ستيره من باب الأخلاق والتأديب، وهناك ستيره لعائلة محافظة على الدين والعادات والتقاليد. وهناك ستيره أنهم مغلقون على أنفسهم، لا يتدخلون في شؤون البعض. وهناك ستيره من البيت إلى العمل والعكس. وهناك ستيره أنهم يحافظون على أفراد العائلة من الانزلاق بتفاهات الميديا. وهناك ستيره بالبحث عما يستر العورة الجسدية. ومن أبواب الستيره و السلامة من كلام الناس. وهناك ستيره في العلاقات الزوجية، وهناك ستيره بتحمل مصاعب الحياة لتستمر الحياة. وهناك ستيرة بكف الأذى والشر. وهناك من يمشي من الحيط إلى الحيط ويقول: "يا رب الستيره".

كلها أبواب لمداخل في مجتمعنا، لكننا فقدناها في الآونة الأخيرة. الجميع يبحث عن ذلك المصطلح الذي يظهر جزءًا معينًا منه ويفشل في إتمامه. دخل الأسرة لا يتناسب مع منزل فيه طلاب مدارس وجامعات ومنزل بالأجرة وفواتير الكهرباء والماء. بل، البعض يحاول أن ينجح بالاكتفاء الذاتي ويتجنب المصاريف. ونلاحظ الجميع يشكو من قلة الموارد والعمل، في وقتٍ واحد قد يحتاج المواطن إلى دعم من البنك على هيئة قرض ويندم عليه بالشكوى منه امام الجميع . وهناك من عرته مواقع التواصل الاجتماعي، لم تبقَ العادات والتقاليد كما كانت، ولم يبقَ أحد مغلقًا على نفسه إلا ما تفضحه مشاعره. وهناك فئة انزلقت في عالم التفاهة من خلال فيديوهات تنتشر وتفرض علينا كمحتوى، فظهرت الأم والأخت والزوجة، بل حتى من ذوي الاحتياجات الخاصة، لم تستر العورة بل أظهرت بقصد لجمع المشاهدات لتصبح ترند. ولم يبقَ هناك من يتحمل مصاعب الحياة، الجميع يكتب عن معاناته والمواقف التي تحصل معه يوميًا، ولم يبقَ ذلك الحائط الذي يمشي بجانبه.

نتجنب الأخطاء ونكتفي بالصمت، لكن تفضحنا كلمة تُكتب "مقصودة"، الجميع يقرأها إلا المقصود. ننتقد الحكومات والوزراء والمؤسسات، والجميع يتفاعل مع كل قضية إلا المعنيين. نبحث عن الستيره خلف الأبواب المغلقة لكن تفضحنا التطبيقات الإلكترونية، والنتيجة اليوم أننا نفتقد مفهومًا جميلًا وهو الستارة، لكن الستيره كانت لها معانٍ كبيرة، والقليل أصبح من يتمسك بها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد