جمال عبد الناصر القائد والأسطورة

mainThumb

03-10-2015 01:46 PM

 الاثنين الماضي 28 من أيلول سبتمبر الحزين مرت على الأمة العربية وأحرار العالم ومناضليه الذكرى الــ45 لرحيل الزعيم العربي وابن مصر العظيم جمال عبد الناصر الذي جاد بروحه الطاهرة وهو يجاهد ويكافح في ساحات الميدان والنضال في الإعداد لحرب التحرير الطويلة مع الكيان الصهيوني المجرم وإطفاء النار بين الأشقاء ووقف نزيف دماء عزيزة سالت في الأردن في غير مكانها ، وعرفت بأيلول الأسود .
 
 ومنذ رحيله المفجع حتى اليوم والأمة العربية في كبد وصراع ولم يستطع حاكم عربي بما في ذلك مصر أن يملأ الفراغ الذي تركه غياب هذا العملاق العظيم ، ورغم الردة والخيانة التي انتهجها أسلافه ولا سيما المقبور أنور السادات الذي كان أحد أقرب المقربين لزعيمنا عبد الناصر  ، فان واقع الأمة العربية المأساوي اليوم يدل على هزاله السياسي التي انتهجها أسلافه من السادات لمبارك وصولا لمحمد مرسي العياط ، حيث لا يزال وسيبقى الزعيم عبد الناصر  هو أعظم حالة تعبير عن أحلام وطموحات الأمة وحاجتها للوحدة والحرية والاشتراكية ذات البعد الإنساني .
لذلك يكون الحنين إليه بقدر آمال وتطلعات الأمة الذي كان فقيدنا العظيم أعظم من عبّر عنها ، والحديث عن ذكراه العطرة ليست مجرد حالة تنفيس أو حنين لأعظم مراحل نضالنا الوطني القومي ضد الاستعمار ولكن هذا الحنين دعوة لكل المخلصين من أبناء وطننا وأمتنا أن يقتدوا بنضاله الطويل وما تركه لنا من ارث عظيم لا يستطيع شخص واحد أو نظام أن يتحمله بمفرده كما قال خليفته أنور السادات قبل انحرافه الذي تسبب في مأساة مصر وأمتها العربية وقد كان صادقا فيما قال .
 
وكما أن الناصرية ليست نوعا من السلفية المقيتة  ولكن دعوة من اجل المستقبل والغد المشرق لنا وللأجيال القادمة حيث تعلق الكثير منها بذلك القائد الأسطورة دون أن يعاصروه ولم تؤثر عليهم حالة الردة والخيانة وإعلامها الممول من الخارج وعلى رأسهم المقبور يهوذا الاسخريوطي السادات الذي عبد الطريق مع العدو الصهيوني وليس مع وطنه وأمته وعمل على إزالة الحاجز النفسي كما اسماه وهو كاذب بينه وبين الصهاينة  ، ذلك الحاجز الذي جرى اختراقه بخيانة السادات وهو الذي صمد وقاوم حتى في ظل النكسة الأليمة عام 1967م ، وكان شعار الأمة الحرب والتحرير .
 
لذلك جمال عبد الناصر القائد والزعيم قد رحل عن الدنيا ولم يترك إلا هذا الإرث العظيم من النضال والصمود والاستعداد لمعركة المصير ، وأصبحت الناصرية بعد رحيله عنوان لإرادة التحدي والصمود والتغير ، فقد رفعها كل أحرار الأمة من المحيط إلى الخليج ولا سيما في الأحداث الأخيرة التي عرفت بالربيع العربي قبل انحرافها ورغم كل ما أصاب الأمة من عرب الاعتلال دعاة الواقعية المزعومة من تشرذم وضعف وتفكك وصولا للحروب الأهلية وحروبهم الطويلة المدعومة من أعداء الأمة على الإرث الناصري العظيم بعد رحيل صاحبه .
 
إلا أن جماهير أمتنا وشعبنا لم تنطلي عليها هذه الأكاذيب والمزاعم وبقيت صامدة حتى فاض بها الكيل في 25 من يناير 2011م  ، في أكبر بلد عربي وحطمت نظام المرتد أنور السادات وليس مستغربا أن تكون صور الزعيم جمال عبد الناصر وشعاراته هي ما رفعه الجماهير ليس في مصر بثورة يناير وحدها ولكن في كل الوطن العربي وفي كل ثورة وطنية وقومية ، كما اقتدى به الكثير من أحرار العالم ومناضليه من جيفارا وكاسترو لنلسون مانديلا  للعظيم هوغو شافيز الذي صرح من قناة الجزيرة بأنه يتشرف بالانتماء لمدرسة جمال عبد الناصر في الوقت كان خلفاء عبد الناصر من السادات ومبارك  لمرسي ينتسبوا لمدرسة كامب ديفيد  الانهزامية التي أخذت من مصر كل شيء ولم تعطيها إلا الفتات .
 
وفي الذكرى الــ45 لرحيل زعيمنا العظيم نؤكد بأننا على العهد ماضون ولامتنا ولعروبتنا جنود مخلصين .
رحم الله القائد المعلم جمال عبد الناصر الذي كان مدرسة عظيمة للنضال والوحدة والحرية قلما يجود الزمن بمثلها ولكن ثقتنا كبيرة  بهذه الأمة التي ستسير يوما على طريق جمال عبد الناصر نحو الحرية والاشتراكية والوحدة وإيجاد مكانا لها تحت الشمس في العالم  .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد