المناضل العظيم فيدل كاسترو رحل الانسان وبقيت الرسالة

mainThumb

30-11-2016 11:23 AM

بعد حياة حافلة بالنضال الوطني والأممي دام أكثر من ستين عاما ، يترجل الفارس الأممي العظيم فيدل كاسترو ويغادر دنيانا بعد ان ضرب اعظم امثال التاريخ في الصمود والمقاومة ، وقلب المقولات التقليدية ، واثبت  ان الكف قادرا اذا  كان صادقا مؤمنا برسالته  في مجابهة المخرز  وليس العكس.
 
وهكذا قاد كاسترو ورفيق دربه العظيم تيشي جيفار  كوبا جزيرة الحرية من الظلام الى النور من تخلف العصور لرحاب القرن العشرين وأكمل كاسترو المسيرة بعد موت رفيقه العظيم جيفارا  في بوليفيا  حيث تمكنت المخابرات الأمريكية من اغتياله بطريقة بشعة بعد أن عرفت طريقه بواسطة عملاءها الخونة .
 
وواصل كاسترو النضال لم تغيره الأحداث والمستجدات في العالم بما في ذلك انهيار دولة العمال الأولى الاتحاد السوفيتي  ، وبقي صامدا شامخا وأثر على القارة اللاتينية التي أفرزت الكثير من الثوار والثائرات  وكان ملهمهم فيدل كاسترو  وعلى رأس هؤلاء القادة التاريخيين  هوجو شافيز ولولو دي سيلفا وأصبحت القارة اللاتينية بفضل نضالهم قارة شعوبها وامتلكت تلك الشعوب حريتها السياسية والاقتصادية بعد أن كانت حديقة خلفية للولايات المتحدة وملاهي ليلية للترفيه عن جنودها .
 
ان التاريخ الانساني سيقف طويلا أمام العملاق الكوبي العظيم الذي وصفه الزعيم الروسي فلاديمير بوتين (بأنه رمزا لحقبة كاملة من تاريخ العالم)  ، وأما الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية  العربية السورية ،( فقد قال في برقية تعزية برحيله أرسلها للرئيس راؤول كاسترو أن فيدل كاسترو قاد نضال بلاده ضد الامبريالية والهيمنة لعقود من الزمن بكل كفاءة واقتدار وأصبح صموده اسطوريا وملهما للقادة والشعوب في كل أنحاء العالم) .
 
ولعل من غرائب العالم وتقلبات الزمن أن يأتي رحيل المناضل الكبير فيدل كاسترو مع صعود اليمين الصهيوني الأكثر تطرفا في الولايات المتحدة برئاسة ترامب وأي حق رفع وأي باطل وضع .
 
فيدل كاسترو كان رمزا لقرنا من النضال ضد الامبريالية والصهيونية العالمية وارتبط اسمه مع رفيق عمره الثائر العظيم تيشي جيفارا كما ارتبط بعلاقات نضالية عظيمة مع الزعيم جمال عبد الناصر والقادة أحمد بن بيلا وهواري بوميدن وياسر عرفات وصدام حسين وحافظ الاسد وبشار الاسد اطال الله في عمره .
 
لقد تخلى كاسترو عن رئاسة الدولة ولكن لم يتخلى عن النضال ضد الاستعمار ورأى قبل أن يرحل ثمرة عمره في رفع اعلام الحرية والكرامة في عواصم معظم دول القارة اللاتينية الذين استلهموا من تجربته ونضاله ، كما كان كاسترو نصيرا لكل القضايا العادلة على وجه الكون وعلى رأسها قضيتنا العربية فلسطين .
 
ان الحديث عن كاسترو طويل ويحتاج لمجلدات فقد كانت حياته كما أراد ملك لشعبه فقد عاش مناضلا من المهد حتى اللحد وفشلت كل المخططات الامبريالية لتصفيته جسديا وغزو بلاده عسكريا وبقي شوكة في حلق الاستعمار الأمريكي وأصبح له رفاق كثر ساهموا في نقل القارة اللاتينية من العبودية والاستغلال لعهد العزة والكرامة .
 
رحم الله الزعيم فيدل كاسترو فقد كان وسيبقى رمزا للحرية والعزة والاستقلال والكرامة ومدرسة عظيمة للنضال لن يجود الزمن بمثلها ، وتعازينا الحارة للشعب الكوبي الصديق وكل الاحرار في العالم .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد