الإسم يصنعه ويجمله صاحبه ..

mainThumb

18-11-2017 10:28 AM

 لا شك أن انتقاء الإسم الجميل للإبن ، يمثل حلقة مهمة ضمن سلسلة حلقات طويلة في تربية وإعداد وتوجيه الأبناء ...

 
     
عندما ينتقي الوالد لأبنه الإسم الجميل والذي له وقعه ودلالاته ومعانيه ... فلا شك بأنها بدايات تربوية موفقة ومهمة من قبل الآباء ، وهذا الإسم المعير والجميل هو أمل الوالد المعقود على ولده ... كما أن هذا الإسم الجميل والمعبر يمكنه أن يشجع صاحبه ويحفزه لمواصلة السعي والجد والإجتهاد لكي يثبت جدارته بالإسم الذي يحمله ، وليكون له من إسمه الجميل والمعبر نصيب  ...
 
 
 إن إسم " خالد " ؛ له متطلباته وله ما بعده من التربية والتعليم والتوجيه والإعداد ؛  واسم " صدام " ؛  له متطلباته الكبيرة في التربية والإعداد والتعليم  ... الخ .
    
ولكن المشكلة الحاصلة في مجتمعاتنا ... ؛ أن كثيرا من الآباء يجمدون دورهم التربوي والتوحيهي عند خطوتهم الأولى وهي  : خطوة انتقاء وإختيار الأسماء الجميلة والعظيمة والمعبرة للأنباء ...
 
       
شاهدنا كثيراً من الآباء اختاروا لأبناءهم أسماء لقادة عظام ؛ جاهدوا الشرك والكفر ونصروا الإسلام ؛ أسماء لها دورها وصداها ولها وقعها الكبير على النفوس ، اسماء لها دلالتها ومعانيها العظيمة عند الناس ... ولكننا اكتشفنا بأن الوالدين لم يتابعوا ما بدأوه عند تسميتهم الموفقة للأبناء ، وبعض من الآباء  عاكس دلالات ومعاني تلك الإسماء التي انتقوها لإبناءهم ؛ ودفعوا الأبناء لوجهة دنيوية بعيدة كل البعد عن دلالات ومعاني أسماءهم ... 
 
 
وبعض من الأسماء الجميلة بشعها حاملوها ؛ وبعض من الناس شوهوا الدلالات العظيمة لأسماءهم ، ونفروا الناس منها وأساءوا إلى كل معانيها الجميلة ...
 
 صلاح الدين الأيوبي ؛ بطل إسلامي جدد الدين وأيقظ الروح الجهادية لدى المسلمين ، وجاهد الصليبيين وحرر القدس وفلسطين  ؛ ولكننا وجدنا أن بعضا ممن حملوا إسم ؛ " صلاح الدين " ؛ حاربوا الدين واساءوا إليه وعمقوا جراحات وأوحاع الأمة ...
 
 آلاف من المسلمين حملوا اسم ؛ نور الدين أو ضياء الدين أو عز الدين أو نصر الدين ... ؛ ولكن كثيرا منهم كانوا نقاطا سوداء وبقعا مظلمة قاتمة في تاريخ الدين والأمة ....
 
     
 " محمد " ؛ إسم عظيم إنتقاه رب العالمين لخير خلقه ، إنتقاه رب العالمين لخاتم الأنبياء والمرسلين ولسيد الأولين و الآخرين ولحبيبه ؛ محمد - عليه الصلاة والسلام ؛ ولكن ؛ بعضا ممن حملوا هذا الإسم العظيم لم يقدموا شيئا لرسالة " محمد " ، وعاشوا عيشة الجاهليين ، ولم يتاسوا بأخلاقه العظيمة وبسيرته العطرة ...
 
 
 
 خلاصة الأمر :
 
انتقاء الاسم الجميل شيء جميل ؛ ولكن الإسم يجمله ويصنعه ويسوقه ويخلده صاحبه ... ؛ يصنعه صاحبه بعطاءه الدائم ، ويسوقه بسيرته العطرة وبحسن وجمال أخلاقه  ... 
 
 
كثير من الأسماء بدت وللوهلة الأولى غريبة على مسامع الناس  ... ؛ ولكن وبعد فترة من الزمن ؛ جملها أصحابها في أعين الناس بحسن الاخلاق وبجميل عطاءهم وبطيب معشرهم وحسن أخلاقهم ؛ حتى أحبهم الناس وسموا أبناءهم بنفس أسماءهم   ...
 
 في تاريخنا الإسلامي وجدنا كثيرا من الأسماء التي نالت القبول وخلدت في ذاكرتنا الإسلامية ؛ على الرغم من كونها أعجمية ؛ ( بيبرس ، قطز ، قلاوون ؛  ارطغل ، ... الخ ) ؛  أسماء أعجمية رسخت في ذاكرة الأمة ، ونالت الإحترام والتقدير عند الناس وخلدها   أصحابها وإلى قيام الساعة ...   


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد