من هو أبو تمام ؟

mainThumb

30-12-2017 09:07 PM

السوسنة – هبة خالد الفاخوري  - حبيب بن أوس بن الحارث الطائي  , ولد في سوريا بمدينة جاسم من قرى حوران عام 804 , وكان أحد أمراء البيان  .

 
وأمضى ريعان شبابه في سوريا , وبعدها سافر إلى مصر وكان يسقي الماء فيها , وجالس الأدباء ، وأخذ عنهم وكان يتوقد ذكاء في سبيل المعرفة , وتردد على مسجد الفسطاط الذي كان يقيم حلقات العلم المكتظة بالدارسين يستمعون إلى الشيوخ الذين يلقون الدروس في اللغة والنحو والفقه والأدب وعلوم الدين , وأخذ من أدب العلماء والشعراء , وسحت قريحته بالنظم البديع , وحفظ الشعر منذ طفولته وصار يقلد الشعراء حتى أبدع فيه , وأصبح شاعر  دقيق المعنى له استخراجات ومعان غريبة .
 
ثم سمع به المعتصم واستقدمه إلى بغداد , فأجازه وقدمه على شعراء , فأقام فيها ,  وله فيه قصائد , وقيل فيه : ( انه قدم في زي الأعراب ، وجلس إلى حلقة من الشعراء ، وطلب منهم أن يسمعوا من نظمه ، فشاع وذاع وخضعوا له , وصار من أمره ما صار ) .
وذكر الصولي في أخبار أبي تمام : ( أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء ) , كان ابو تمام يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطع .
 
 
وكان من أوائل الشعراء في العصر العباسي الذين ساروا في ركاب التجديد ، لأنه أخذ بمعطيات الحضارة القديمة ، وحافظة على الأطر الجديدة للشعر، حيث جمع مذهبه بين العقل والوجدان والزخرفة ، مع الآخذ بعين الاعتبار خصائص العربية ومحتوياتها , ومن هذه المنطلقات التي قام شعره عليها ، انطلق في اختياراته وجمع ما رآه الأفضل  ويتلاءم مع معاييره العالمية .
 
وكان يوصف بطيب الأخلاق والظرف والسماحة , واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري .
 
وحصد أبو تمام العديد من المؤلفات وهي :  فحول الشعراء ، وديوان الحماسة ، ومختار أشعار القبائل ، ونقائض جرير والأخطل , وديوان شعره .
وكان شعره يتميز بقوة وجزالة ، واتخذ بعض الخصائص الفنية في شعره ومنها : غلبة أسلوب الحكمة والوعظ والأمثال , والقدرة على اختصار المعنى في عبارات قليلة وتنوع الأساليب البلاغية والبديع فيه , والجزالة القوية في الألفاظ التي استخدمها , وأبدع في استخدام أسلوب المحتمل للمدح والذم حيث المدح يشبه الذم والذم يشبه المدح ,  وكلن كثر المدح والوصف ولكن كانت المبالغة فيه قليلة .
 
من أجمل ما قاله أبو تمام في قصائده :
 
أَيا مَن لا يَرِقُّ لِعاشِقيه               وَمَن مَزَجَ الصُدودَ لَنا بِتيهِ
وَمَن سَجَدَ الجَمالُ لَهُ خُضوعاً               وَعَمَّ الحُسنُ مِنهُ مَن يَليهِ
سَليلُ الشَمسِ أَنتَ فَدَتكَ نَفسي                وَهَل لِسَليلِ شَمسٍ مِن شَبيهِ
كَمُلتَ مَلاحَةً وَفَضُلتَ ظَرفاً                     فَأَنتَ مُهَذَّبٌ لا عَيبَ فيهِ
 
وتوفي ودفن في العراق بمدينة الموصل عام 231 هـ  / 846 ، عندما كان ولي بريد الموصل, ولم يتم سنتين .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد