التنمر .. الاسباب والعلاج

mainThumb

21-01-2018 08:48 PM

عمان – السوسنة – آية محمد - أحيانًا تصادفنا مشاهد استفزازية من قبل بعض الأطفال أو الشباب المراهقين بتصرفاتهم ضد أناس  مسالمين ، وعلى الرغم أن الإنسان مولود على حب الخير للناس والمعاملة الحسنة ،إلا أن هناك اسباب وعوامل  تسهم في تغيير نفسية بعض الأشخاص وتجعلهم أكثر عدوانية اتجاه الآخرين وأقل تكيف مع مجتمعهم ،إلى جانب وساوس النّفس ،وأن عوامل الفقر والجهل  وسوء التربية من أشد العوامل التي تؤثر  في بناء الشخصية المؤذية (المتنمرة) فالتّنمّر مصطلح يدل على أشد أنواع وأشكال الأذى والإساءة اللفظية أو البدنية أو النفسية ضد فرد أو مجموعة معينة.
 
وللوقوف على أسباب  مشكلة التنمر لدى الأطفال وطرق علاجه،  تقول السيدة خديجة السعيد (أم زين)  أنها تعاني  من مشكلة شراسة  ابنها محمد البالغ من العمر 11 سنة مع الآخرين  وأسلوبه المؤذي الذي أصبح مصدر إحراج كبير لها أمام الناس الأقارب  والغرباء في جميع المناسبات ،فهي تقول :"أنني أحاول بكل صبري أن أفهمه  أن هذه التصرفات تجعل منك انسان وحيدا  لا أحد يحب أن يرافقه  ويصادقه ، ولكن عبثا فهي لا تعرف كيف تتصرف معه  لتغير  من طباعه القاسية"! .
الاستاذ حسين يعقوب  وهو معلم بالمرحلة الابتدائية، يقول إن في مجال  عمله  كمعلم  بالمرحلة الأساسية ،يواجه بعض الأطفال المتنمرين الذي يقوم مثلا بضرب زميله في المدرسة و استضعافه  ، و كذلك الذي يقوم بشتم زملائه و أقرانه أو إجبارهم على فعل شيءٍ لا يرضونه ،وأن من أسباب  ذلك ضعف تربية  الآباء لابنائهم ، أو سببه  طرح مشاكل الأزواج أمام أبنائهم  مع عدم مراعاة  ما يخلفه  من أضرار نفسية على الأبناء. 
 
وللوقوف على الظاهرة  قالت الاستشارية التربوية والنفسية  الدكتورة احلام خطاب ان: "التنمر عبارة عن سلوك عدواني متكرر ومضايقات يرتكبها المسيء الذي يمتلك قوة بدنية او اجتماعية وهيمنة أكثر من الضحية، فتكون الضحية هدفاً او فريسة يستغلها لإشباع ميوله العدوانية.
وتضيف أن التنمر يظهر في 3 أنواع لغوي وجسدي وعاطفي وينقسم الى فئتين :
 
* تنمر مباشر: يتضمن قدراً كبيراً من العدوان الجسدي كالدفع، الصفع الطعن والضرب.
 
* تنمر خفي :ابتزاز، تلاعب بالآخر، تهديد وسخرية.
 
وتوضح د. خطاب  للسوسنة بأن  ضحايا التنمر يعانون  من مشاكل عاطفية وسلوكية على المدى الطويل. إذ قد يُسبب شعوراً بالوحدة والاكتئاب ويؤدي الى تدني تقدير الذات ثم الانعزال، أما المُتنمر فيستخدم عادة التنمر كأداة لإخفاء الضعف الذاتي او لتعزيز إحترام الذات لديه عن طريق إهانة الآخرين، كما يعاني اضطرابات في الشخصية وسرعة الغضب والإدمان على السلوكيات العدوانية والقلق على الحفاظ على صورة الذات".
 
التنمر في المدارس
 
وأكدت د.خطاب انه "قد يكون المتنمرون هم أنفسهم ضحايا سابقين للتنمر.،كما يقوم بعض الأطفال بالتنمر لأنهم بقوا معزولين لفترة من الزمن ولديهم رغبة ملحة في الانتماء، لكنهم لا يمتلكون المهارات الاجتماعية في حياتهم فيلجأون الى أساليب الترهيب والعنف التي تصنع لهم هالة وقوة يهابُها  الآخرون ويمكن ان يكون التنمر ناتجاً عن سوء المعلمين والمدرسة بحدّ ذاتها. فالقطاع التربوي يستخدم أحياناً الإساءة والسخرية من مراهقين  ما زالوا في مرحلة بناء شخصية وهوية ذاتية، والاستخفاف باسلوب التعامل السوي معهم يؤدي بالمتنمر الى شخصية معادية للمجتمع تقوده الى الإجرام. كما توصل الضحية الى الإنعزال وربما الإنتحار.
 
وتقول :"لذلك لا بد لقانون المدرسة أن يكون عادلاً في تدريب الادارة والمعلمين على فن أساليب الحوار ومحقاً بطرق عقاب المتنمر أيضا بعقد دورات توعية وإنمائية ووقائية مثلا اما على مستوى الأسرة ،فأنه كلما كان هناك دفء وأمان وتنمية نفسية في العائلة كلما كان الطفل بعيداً من اللجوء الى التنمر".
وتنهي د. خطاب : ولا ننسى اهميه التوازن النفسي لما يحتاجه الضحية والمتنمر الى علاج نفسي حيث يعمل مع الضحية على المواجهة وتعزيز ثقته بنفسه وبناء "انا" قوية. أما بالنسبة الى المتنمر فتساعده في احترام جسد الآخر وعدم التعرض النفسي والمعنوي للآخر وبناء شخصية مسالمة يجد فيها نفسه بعيداً من العنف  ونجد ان للمساجد والاعلام دورا قويا وداعما للطلاب حيث كلما  ازدادت الروابط الدينية كلما تعزز لدى الفرد حب الله وبالتالي البعد عن الايذاء وذلك بتحفيز الخلق السوي لديهم والتذكير بالثواب والعقاب.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد