متى يلتئم شرخ الجهاد وحماس؟ - لارا احمد

mainThumb

28-11-2019 12:18 PM

 بعد مرور قرابة الأسبوع على اندلاع موجة التصعيد الأخيرة بين حركة الجهاد الإسلامي وقوات الاحتلال الإسرائيلي، والتي اكتفت حركة حماس فيها بالتنديد تاركة بذلك الميدان بالكلية لقوات الجهاد الإسلامي لاكتساحه، كثر الحديث عن اقتراب حدوث تغيير وشيك في موازين القوى ومناطق النفوذ الجامدة منذ أكثر من عقد من الزمن داخل القطاع، إذ يرى العديد من المحللين أن هذه التطورات ليست سوى إحدى تمظهرات مخاض عسير قد ينتهي بولادة ساحة سياسية جديدة مختلفة.

رغم التماثل شبه التام في الأدبيات المؤسسة لكل من حماس والجهاد الإسلامي إلا أن نقاط الخلاف بين الحركتين بدأت في الاتساع مؤخراً بسبب الاختلاف الجوهري في تكتيكات إدارة الصراع لدى القيادتين، إذ ترى حماس أن استعراض العضلات من خلال الدخول في موجهات مفاجئة ضد القوات الإسرائيلية دون سابق تنسيق مع بقية الفصائل المقاومة يعد عملاً طفولياً، ما يفسر سر موقف الحياد الذي انتهجته الحركة خلال الموجهات الأخيرة.
حماس والتي قضّت أكثر من عقد من الزمن تحكم قطاع غزة بلغت اليوم مرحلة النضج السياسي، فقبولها بمعادلة هدوء مقابل هدوء ليس خنوعاً ولا خضوعاً إنما حسن قراءة لواقع القطاع، ففي ظل الأزمة الاقتصادية التي تعيشها غزة لا يمكن التهور بدخول حرب غير محسوبة العواقب.
الكواليس التي تأتينا من المطبخ الداخلي لحماس تتحدث عن استياء من تصرفات الجهاد الإسلامي، إذ ترى القيادة الحمساوية أن الحديث عن مقاومة فعالة في ظل غياب أي تنسيق حقيقي يعد عبثاً ومضيعة للوقت.
تعيش الفصائل المقاومة الفلسطينية أزمة حقيقية أمام الداخل وأمام الخارج، فاستمرار القطيعة ستنقلب عليها شعبياً لا سيما داخل غزة، ما ينذر بحدوث انفجار شعبي ضد هذه الحركات التي لم تعد تلقى ذات الدعم بسبب ارتهان سياساتها لأطراف خارجية ترغب في جعل الفلسطينيين وقوداً لرسائلها السياسية.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد