تسطيح الثقافة

mainThumb

26-05-2020 12:18 PM

مرة أخرى وفي ظروف انتشار وباء الكورنا في العالم الذي الزم الجميع بالمكوث في البيت مما رفع نسبة مشاهدي الفضائيات والمحطات التلفزيونية من حيث العدد والفترة الزمنية وخاصة في شهر رمضان الفضيل، ولكننا لاحظنا في السنوات الاخيرة الهبوط في مستوى الاداء من حيث الشكل والمحتوى حيث نرى أن مكياج وملابس مقدمة البرنامج يحتل الأولية بغض النظر عن هدف البرنامج او محتواه، وكاننا في تنافس لعرض الازياء.

ولمس المهتمون التناقض الواضح في عناصر ادارة البرامج برمتها (سيناريوهات و وادوات وتقنيات حديثة في مسلسلات تعود للقرون الوسطى حيث لم تكن الكهرباء قد اكتشفت، وملابس واكسسوارات ومكياجات وموديلات 2020 لمسسلات تاريخية ودرامية من العهود الغابرة)، اما محتوى البرامج لا يؤسس لثقافة وطنية أو قومية أو حتى أممية انسانية فاتسمت بالسطحية في الفكر ، ولا تتضمن ما يشير إلى الجدية في الهدف سوى الترفيه الهابط في كوميديا لا ترقى إلى مستوى مسارح هواة في المدارس، وبرامج مسابقات مغلفة باعلانات مباشرة لشركات أو أشخاص في استخفاف واضح بعقول المشاهدين، وحتى مسلسلات الدراما خالية من قصة أو رواية ذات قيمة تاريخية وفي معظمها سخيفة المحتوى، وإلى ما هو ابعد من ذلك من تزوير للتاريخ ومحاولة طمس الهوية القومية والوطنية والترويج للتطبيع مع الصهاينة واستعداء العرب على بعضها البعض عاربة ومستعربة ومخاطبة اعداء التاريخ باصدقاء اليوم، واخوة الدم والمصير بالاعداء، ولا ادري ما دور وزارات الثقافة أو ما يوازيها من مسميات في الوطن العربي في توجيه وإدارة هكذا برامج، في الوقت التي تخصص موازنات ضخمة في دول العالم التي تهتم بشعوبها لتوثيق الثقافة المبنية على الإرث الوطني وتعزيز الانتماء لدى شعوبها، علما باننا نملك ارثا حضاريا وانسانيا ومرجعيات أدبية وتاريخية نفخر بها ولا نحتاج سوى استحضارها في برامج جادة تحترم عقولنا وتاريخنا ورموزنا وتعيد الوعي الينا؟؟؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد