عندما قبلنا ان يظلم غيرنا

mainThumb

21-09-2021 04:41 PM

 كلنا مارسنا الظلم بدرجاته في حياتنا حين قبلنا ان نتجاوز الطابور لشراء الخبز او ركوب سيارة اجرة قبل المراة والكهل بحجة الوصول الى الوظيفة والحديث يطول في التجاوزات اليومية في الصحة والخدمات والكهرباء والماء ، وقبلنا المقعد الجامعي على حساب المستحقين والكثير من  الامتيازات الوظيفية والخدماتية واعتقدنا انها حق مكتسب واصبح التنازل عنها خيانة وترتفع الاصوات والاتهامات بالخيانة العظمى اذا تجرأ احدهم بالحديث عن تلك التجاوزات ،ويرجم حتى الموت شتما ،ومع تضخم القطاعات العامة والخاصة واتخامها بالوظائف الشكلية والتي لاضرورة لها واصبحت البطالة المقنعة عنوانا للعديد من الدوائر التي تجدالزحام  في المكاتب دون عمل  يذكر بل على العكس وكما قيل :الزحام يعيق الحركة :مما افلس المؤسسات ودمرها ,فمثلا من المتعارف عليه ان نسبة الموظفين الاداريين لاعضاء هيئة التدريس في الجامعات لا تتجاوز 1,2ولكنها وصلت في بعض جامعاتنا الى 3,5 مما افلسها وحملها الديون واثقل كاهلها, فتجد عند الشجرة الواحدة اربع عمال وعلى البوابة خمس حراس وفي المكتب خمس موظفين، وواحد قد يقوم بالمهمة  ،وطبعا لا يخلو الامر من الفساد وهدر للمال العام  ،والان بعد الزيادة المضطردة في إعداد الخريجين الجامعيين في البيت الواحد اصبحنا نتهم الاخرين ونصرخ باعلى الاصوات والمطالبة بالعدالة ،ونحن الذين قبلنا التجاوز في البداية في سلوكياتنا وهضمنا  حقوق الالاف وقبلنا الظلم لاننا لم  نكتوي بناره ولم نشعر انذاك بالم المظلومين   ,ولم يعد متسع للوظائف وضعفت فرص التجاوز والقفز عن الجموع  للازدحام في الطابور    ,نعم هناك ظلم ونخب فاسدة لا تقبل بنصف الكعكة ولا تخجل من اكلها كاملة ولا يأبهون لما يقال او يكتب ،ومع هذا نتمنى ان نسلم عليهم وننافقهم وقمة السعادة عندما يمرون من امام بيوتنا فكيف اذا تلطفوا بالسلام علينا أو زيارتنا ، وهنا ينطبق علينا مقولة (يداك اوكتا وفوك نفخ )فلا نلومن  احدا  غير انفسنا لاننا  قبلنا الظلم على غيرنا، وقد نكون  ممن مارسه على الاخرين في مرحلة ما؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد