كفى .. فقد تعبنا وتعب الوطن - ياسر شطناوي

mainThumb

10-09-2019 09:40 AM

كان من اللافت تماماً أن "نظرية المؤامرة" والتفنن في توصيفها وتلبيسها على حجم الأزمة كانت حاضرة في كل الأزمات المتوالية التي شهدها الأردن خلال الاشهر الماضية، دون التفكير لو لبرهة أن سوء الإدارة، وغياب المحاسبة، وصب الزيت على النار بتصريحات غير متزنة، وانعدام الثقة واتساع فجوتها، هو أساس اشتعال الأزمة وجوهرها الأول.
 
وهنا أود الإشارة بعرض سريع على ما شغل الشارع الأردني خلال الفترة الماضية، والتي ابدؤها من أزمة «فليم جن»، والهجمة على الشركة المنتجة، وتصدر « فهد وميرا» مواقع التواصل، الى أن انتقل الدف بعد ذلك الى « فيلم جابر» المثير للجدل في البتراء، والطاقم المشارك والمخرج الأردني، بعد ذلك تصدرت المشهد صور طقوس السياح اليهود في مقام النبي هارون، والادانات الواسعة والإتهامات على من سمح لهم بالوصول الى المقام، بالرغم أن الطقوس تمت ونُفذت، وتلاها أزمة انتشار «فيديوهات الجرائم وبائعات الهوى» في شوارع عمان، وحالة عارمة من عدم الإنظباط وعدم التقيد بالقانون، وما تلاها من ازمات اخرى في الرمثا والبحث عن «الحوت» الذي لم يظهر حتى الآن ، وصولاً الى آخر الأزمات مع المعلمين والحكومة، والإضراب العام عن العمل، وتراشق البيانات والتصريحات بين الطرفين.
 
في خضم كل هذه الأحداث وتتابعها كانت «نظرية المؤامرة» حاضرة، وكان دائماً الحديث والكلام يدور عن «طرف ثالث» هو السبب والمحرك، دون أي ذكر أن الخلل من الداخل، وأن سوء التدبير و «الإفلاس الإداري» كان السبب الأبرز.. «سوس الشجر منه وفيه».
 
وهنا أطرح السؤال، كم من الازمات يلزم أن يشهدها الأردن حتى يمكننا أن نكون قادرين على علاجها دون وقوع أي اضرار؟ وأين هو دور أصحاب المسؤولية والمعنيين، والحكومة صاحبة الولاية العامة من ذلك كلة؟ ولماذا صوت العقل والحكمة بقي خافتاً غير مسموع «وفي بعض الأحيان مكبوتاً؟»
 
نقول ان ما شهده بلدنا من "فوضى واسعة وارتباك وخوف وهواجس وحزن" لم تكن ابداً بمعزل عن حالة «تراكم الأخطاء وتسويفها وتجاهلها»، ولم تكن بعيده عن استمرار «انكارنا لبعضنا من بعضنا واستغلالنا لنا» الى ان بتنا على شفير الهاوية والسقوط في الظلام .
 
نقول كفى فقد تعبنا من أشواط «السجال الضبابية» وتعبنا من تراشق التهم "وقصها على مقاس الخصوم" ..كفانا انشغالاً بالقضايا الوهمية ومن «تهاريج الإنجازات التي لم تتحقق» ..نعم كفانا فقد تعبنا وتعب الوطن.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد