وغاب القمر .. مات محمود درويش

mainThumb

10-08-2008 12:00 AM

(وأبي قال مرة : الذي ما له وطن ما له في الثرى ضريح ونهاني عن السفر ) ......ولو استشرتنا يا محمود لنهيناك عن السفر.... ..فكلنا نحمل بين ضلوعنا قلوبا معطوبة ...وأن تعيش بيننا بقلبك المعطوب افضل الف مرة من ان تفارقنا الى الأبد ...قد نكون انانيين بعض الشيء ...ولكن يعز علينا فراق من احببناهم ومن عشقنا انتماءنا اليهم وانتماءهم الينا ....اتعبتك المنافي ...وتغلبت على رهافة قلبك برودة المرافيء الغريبة ...وبقيت حتى اللحظة الأخيرة صامدا ترفع في يد راية فلسطين وبالأخرى القصيدة ...وفي قلبك العالم ... ..تركتنا يا محمود في وقت نحن في أشد الحاجة اليك ...تركتنا (كالمنبتين ) ...فلا ارضا قطعنا ..ولا ظهرا ابقينا ..ففي الوقت الذي مارست أنت فيه اقصى درجات الصدق مع ذاتك وشعبك وتركت كراسي المناصب ..ها نحن نراهم يتكالبون على تلك الكراسي ويعلنون الحرب في ما بينهم على كعكة لم تنضج بعد ...والله وحده يعلم متى تنضج ... ( الكراسي / المآسي المآسي / الكراسي فإما الممات واما الكراسي وإما الكراسي ) ..لقد اكتشفت لعبة الكراسي القذرة مبكرا ...فآثرت ان يربحك شعبك شاعرا على أن يخسرك سياسيا ...فكان ان اعلنت استقالتك من جمهورية السياسة لتكون حتى اللحظة الأخيرة في مملكة الشعر الملك المتوج ...فمثلك يا محمود ان يكون الأول او الثاني او العاشر في جمهورية السياسة ...ولكنك استطعت ان تكون الأول ...دون منازع ...في مملكة الشعر ... محمود ...يا ملك ملوك الشعر والشعراء ...أتراك أخذك الحنين على غفلة منا الى قهوة امك والى خبز امك ..؟ ... ( أحن الى خبز امي وقهوة امي ولمسة امي ) ( وأعشق عمري لأني إذا مت أخجل من دمع امي ) ..ها قد عدت يا محمود الى امك ...والى خبزها وقهوتها ...ها قد عدت فاتحا حتى وأنت مرفوعا على الأكف ...ما عدت وجلا ولا مهزوما ولا منكسرا ولا مساوما على جراح شعبك ...ها قد عدت يا محمود وملايين الحناجر تهتف هتافك الممهور بتوقيع معاناتك ... ( سجل .. أنا عربي ... ورقم بطافتي .... ? وآسف للتدخل في النص الأصلي ...— ? ورقم بطاقتي ... ? الف ...الفين ... ? مائة الف ...مليون ? ...بل ثلاثمائة مليون ) ? ها انت تفارقنا يا محمود بعد ان علمتنا كيف تكون الأم والحبيبة والأرض والشجرة مسميات عدة لذات واحدة ... ? عليك الرحمة ايها الشاعر ...ايها القائد ...ايها الرمز ....ولكل شعبنا الصبر والسلوان ... ?



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد