الكابوس المشؤوم

mainThumb

17-08-2008 12:00 AM

لمياء القلاب
بالرغم من الرفض الرسمي والشعبي المعلن من قبل الطرفين الأردني والفلسطيني لفكرة الوطن البديل، إلا أن الشواهد على الأرض تعزز المخاوف من الكابوس المشؤوم الذي يمهد لقيام دولة إسرائيل الكبرى ، ويلغي حق الشعب الفلسطيني بالعودة، كما يهدد مصير الأردن والأردنيين بقيام دولة رسمية لشعبين. إذ أن التصريحات السياسية التي تنطلق هنا وهناك تتناقض مع الواقع، ففي الوقت الذي يصر فيه الفلسطينيون على تمسكهم بأرضهم وخيارهم في إقامة دولة مستقلة، قد لا تمتلك أراضٍ تقام عليها؛ فإلاجراءات والممارسات المسكوت عنها إعلامياً ورسمياً من استمرار عمليات بيع الفلسطينيين لأراضيهم، إلى شركات إسرائيلية وتجار عرب بمبالغ تفوق قيمتها الحقيقية، سوف يحقق مطامع إسرائيل في انتزاع كل شبر من الأرض وتحويلها إلى مستوطنات، تضمن بها امتداد دولتها العظمى.

و يساعد في ذلك انشغال طرفي المعادلة الفلسطينية (فتح وحماس) في الصراع على السلطة، عدا عن تردي الأوضاع الاقتصادية التي اسهمت في التشجيع على الهجرة، فقد أظهر استطلاع حديث أجرته شركة الشرق الأدنى (نير ايست كونسليتنغ) لآراء المواطنين في قطاع غزة، بأن 40% من سكان القطاع يفكرون في الهجرة منه إلى الخارج، وأن 59% منهم يعيشون تحت خط الفقر، وأوضحت النتائج أن الغالبية الساحقة 91% من سكان القطاع يشعرون بأن الوضع الاقتصادي يتراجع في اعقاب سيطرة حركة حماس على القطاع في شهر حزيران 2007.

اما الجانب الأردني فلا يختلف كثيراً عن الجانب الفلسطيني، فقد كشفت إحصائية رسمية منح 6 آلاف فلسطيني الجنسية الأردنية خلال النصف الأول من العام الجاري، رغم الهبة الرسمية والشعبية في مواجهة التصريحات المزعومة لمستشار المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية جون ماكين الذي فضل فكرة الوطن البديل لحل القضية الفلسطينية.

فكرة الوطن البديل التي اطلق رصاصتها سياسيين أمريكيين وإسرائيليين، مصوبة - حسب مرشحة الحزب الجمهوري ريما سنكلاير - هدفها نحو الاردن قائلة "أن الأردن سيصبح وطناً بديلاً بمباركة عربية وأمريكية"؛ إذ لم تجابه اي من التصريحات بإجراءات فعلية من الجانبين الأردني والفلسطيني على حد الخصوص، و الدول العربية عامة، التي يبدو عليها إشارات التخلي عن القضية الفلسطينية، الأمر الذي ينصب لمصلحة إسرائيل ويحسم مسألة إحلال السلام بين فلسطين وإسرائيل باستحداث وطنٍ بديل على حساب مواطنيه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد