السلاح النووي الإسرائيلي وهاجس الأمن

mainThumb

08-09-2008 12:00 AM

تشير الدراسات عن السلاح النووي الإسرائيلي إلى أن إسرائيل قد سعت إلى امتلاك هذا السلاح منذ وقت مبكر ، وأنها بذلت من الجهود ما مكنها من تصنيعه خلال الفترة من عام 1966-1969 ، وأنها منذ ذلك الحين تعمل على تطوير هذا السلاح ووسائل أطلاقه لتحقيق الأهداف المرجوة منه في صراعها مع العرب ويمكن القول من واقع سياسات الاستفزاز والغطرسة التي تتبعها إسرائيل سواء في ظل حكومة حزب العمل ، أو حكومة الليكود أن هناك اتفاقا عاما على تكرار الأسلوب الذي اتبعه اسحق شامير في بداية مؤتمر مدريد ومفاوضات التسوية والذي يقوم على التفاوض لفرض التفاوض مع نظم الحكم العربية ولأطول فترة ممكنه حتى لوصلت إلى عشرين عاما دون تقديم أية ، تنازلات من إسرائيل سواء على صعيد الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة ، أو تسوية القضية الفلسطينية أو وضع مدينة القدس ، أو عودة اللاجئين ، او تعين حدود الكيان الصهيوني ذاته ، وهي الدولة الوحيدة في العالم التي لا ترغب عمدا في وضع حدود سياسية لها مع الدول العربية المجاورة .
 وكان الشعور بالأمن على قائمة الأهداف المتوخاه من امتلاك إسرائيل للسلاح النووي عندما باشرت تصنعه في أواخر الستينيات من القرن الماضي حيث كانت إسرائيل تشعر بأنها مهددة بالزوال من قبل الدول العربية المحيطة بها ، باعتبارها دولة محتلة قامت على اغتصاب الأراضي العربية بالقوة ، وان العرب سسيعون حتما إلى استرداد حقوقهم المغتصبة بالقوة ومن ثم يجب إن يكون لدى إسرائيل ما تحمي به دولتها الناشئة وتحقيق الأمن لشعبها الخائف من التهديدات العربية ، ولكن هذا المفهوم المحدود للأمن سرعان ما أخذ يتمدد ويتسع مع ملكية إسرائيل لسلاحها النووي وتطويرها له ، فلم يعد الأمن هو مجرد المحافظة على البقاء بل تعداه إلى توسيع مساحة الدولة باحتلال أراضي جديدة من دول الجوار لتوفير العمق الاستراتجي المناسب مع خصومها فكان عدوان 1967 ، واحتلال سيناء وقطاع غزه والضفة الغربية والجولان ، وتسع هذا المفهوم فترة الثمانيات طبقا لمبدأ مناحم بيجن الذي أعلنه بعد تفجير المفاعل العراقي 1981 ، وعلى ذلك فأن جميع دول الشرق الأوسط العربية وغير العربية أكدت على أهمية نزع السلاح في المنطقة ، وظهر هذا التأيد واضحا في الانضمام إليها جميعا – باستثناء إسرائيل – إلى نظام التفتيش الدولي ومعاهدة عدم الانتشار النووي ، وعلية فأن هذا الاستثناء القائم لإسرائيل يسبب كثيرا من الانزعاج والقلق الأمني الإقليمي ، وهو ما يلغي إلى حد كبير فاعلية المواثيق الدولية المختلفة ، ويهدم المفهوم الشامل الإقليمي والدولي لنزع السلاح .

فمن حيث المبدأ ما زالت الدول العربية جميعا تتمسك بالأهداف الكبرى المتضمنة في معاهدة منع الانتشار الرأسي والأفقي للأسلحة النووية في العالم وتقنين عمليات الاستخدام السلمي للطاقة الذرية ومن هنا يرى المحللين الإسرائيليين يؤكدون أن ارتباط الأمن بالسلاح النووي لن ينفك أبدا ، إذ أنه هو الضمانة الوحيدة للأمن كما صرح أحد المسئولين الاسرائليين، عندما قال " أن إسرائيل لن تفرط في السلاح النووي تحت أي ظرف من الظروف ، حيث أن هذا السلاح ووسائل استخدامه من صواريخ أريحا متوسطة المدى وبعيدة المدى هي الضمان لأمن إسرائيل وليس الأرض .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد