عاداتنا بين الامس واليوم

mainThumb

12-07-2009 12:00 AM

 احمد محمد القطارنه
كانت العادات والتقاليد في الاعراس من احسن العادات لدينا وكانت تعم بالفرحة والسرور وكان الناس اقلية بجوار بعضهم الكل يعرف بما يدور بكامل القرية وذلك لوجود الحب الصادق بين الجيران واحترامهم لبعض ولا يعلن العرس بوجود حالة وفاة او وجود مريض ويتم تأجيل الفرح احتراما لبعضهم
وكان الشخص يعلن عن العرس او الزفاف بواسطة دعوة بسيطه جدا وهي اطلاق عدة عيارات ناريه في الهواء للبهجة والسرور وكانت المناطق بذلك الحين خالية من السكان وكبار السن (اي العقلاء) وممن خدم بالجيش هم من يستخدمون الاسلحه مثل المسدس او الجفت او بندقيه اربع غيار يعني تتسع لاربع طلقات ولا يعرفون الاسلحة سريعة الاطلاق ( اتوماتيك) وكانت الاهازيج تعم بالفرح والقصيد والهجيني يطرب القلب والعقل والنساء لهن طابع خاص بالغناء الذي يشجي القلوب والتراويد والمهاها والزغاريد, وكان المعزب يقوم على خدمة الضيوف ويقوم باطعام خيولهم طيلة ايام الزفاف والعرس خاصة البعيدين عن المنطقه ويتم تقديم لبسه من والد العريس الى (حرمه) اي اخواته وعماته والدرجة الاولى من القربى ويبقى الفرح مستمر حتى مساء الخميس لأخذ العروس فارده (قطار) بواسطه المشي على الاقدام من بيت والدها الى بيت العريس
وتقوم النساء على العونه بعد ذلك لخبز الشراك والرجال على عملية ذبح الخرفان والطهي حتى تجهيز طعام الغداء المتعارف عليه يوم الجمعه (الجراء ) والجميع يكون مبسوط ومرتاح وينتهي العرس بكل بهجه وسرور .
بعد ذلك تطور العرس لجيل الشباب الذي قضى على بهجة الفرحه وذلك في اطلاق العيارات الناريه وبكافة انواع الاسلحة والتي تسببت في اصابات كثيره من جراء هذا التصرف الغير مقبول والذي اصبح الكبار يتلاشون حضور هذه الحفلات خوفا على ابنائهم وحياتهم من مستهتر اثناء القيام باطلاق العيارات الناريه وبعد جهد وتحرك حكومي تم صدور قرار بمنع اطلاق العيارات الناريه في الاعراس و نحمد الله ان عادة اطلاق العيارات الناريه قد انتهت وبنسبه تزيد عن 90% من افراح الاردنيين ولم يتبقى من هذه العادة شيئ يذكر مع العلم انها كانت عادة سيئه ولها عواقب واخطأ كثيره من جراء سؤ استعمال الاسلحة في الاعراس وخصوصا من قبل الشباب التي كانت تعكر فرحة الاهل والعريس في ايام العرس
اما اليوم فحدث عن الاعراس ولاحرج وذلك لكثرة البشر والسكان وتداخل الاحياء والقرى في بعضها والبعض لا يجد موقع لاقامة حفلة العرس عليها ومنهم لا يستطيع اقامة حفل زفاف واقامة وجبة الغداء المتعارف عليها (المنسف ) الا ما ندر و يتم عمل العرس اليوم بصاله وتقدم خلالها حبة قاتو بدل المنسف وكاس شراب محلول لا تعرفه بدل شراب المنسف ويتم عمل ليله واحده للحفله لا يستطيع الجيران معرفة طعم النوم من صوت اطلاق الالعاب الناريه وبعضهم يطلق العيارات الناريه مع الالعاب الناريه وكيف اذا كان هناك عزاء او مريض او امتحانات ثانويه او اي سبب اخر وذلك لعدم تقيد اهل العريس باطلاق هذه الالعاب والذي يستمر حتى ساعات الفجر الاولى فنحمد الله ان العرس اليوم اقتصر على الصالة او بناء صيوان لمدة ليله واحده .

عندما تركنا ( الطخطخه ) بكافة انواع الاسلحة جائتنا مصيبه اكبر الا وهي الالعاب النارية والتي نحمل الدولة المسؤلية الكبرى فيها وهي السماح في استيراد هذه الالعاب من الخارج مع معرفة الخطوره التي تكمن فيها ومن سؤ استعمالها وازعاجها
ان مطلقي الالعاب الناريه لا يعرفون وقت الى اطلاقها في النهار والليل وفي ساعات الصباح الاولى من فرحتهم اما بالعريس او بحفل تخريج او مناسبه ساره لهم
واخيرا رحم الله ايام زمان وخوفي ان نفقد طعم ورائحة منسف ايام زمان مع التقدم بعادات وتقاليد اليوم التي اصبحت تفرض علينا من جيل اليوم اعانهم الله
AHMED.QATARNEH@YAHOO.COM



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد