إنفلونزا الخرفان!!!

إنفلونزا الخرفان!!!

04-05-2009 12:00 AM

يطل علينا بين الفينة والأخرى أمراضا جديدة وغريبة، فبعد أن وصل في الماضي جنون البقر وانتقلت كل بقرة مجنونة إلى مثواها الأخير أطل علينا بعد ذلك مرض آخر وهو ماسمي بانفلونزا الطيور، وبعد مد وجزر مع هذا المرض انتهى المطاف إلى تلاشيه واختفائه، فكان ذلك المد والجزر في ذلك المرض متمثلا بارتفاع ثم انخفاض حاد على أسعار الدواجن، فكم تمنينا أن تستمر تلك الإنفلونزا بحق تلك الطيور لسبب واحد فقط وهو أن نبقى ناكل لحم ذلك الطائر الحزين بكل راحة وشهية، وسبب تلك الراحة أن سعر ذلك الطائر كان قد نزل إلى مادون حاجز النصف دينار في ذلك الوقت.
أما الان وبعد أن رحلت تلك الإنفلونزا أو (الرّشحة) الخاصة بالطيور أطلّ علينا انفلونزا من نوع جديد وهي انفلونزا الخنازير، فنحن لامصلحة لنا مع ذلك الحيوان النجس والذي حرمه الله تعالى في كتابه العزيز، ولكن مصلحتنا ألا تصلنا أعراض تلك الإنفلونزا الجديدة بحكم وجود ذلك الحيوان في بلدنا بأعداد لايستهان بها وبالأخص في منطقتي التي أعيش فيها (لواء القصر)، حيث أن أقرب مزرعة للخنازير تبعد عن منزلي مايقارب الثلاث كيلو مترات فبالتالي ربما أكون من ضمن المهددين بذلك الوباء بحكم(الجيرة) التي تربطني بذلك الخنزير في تلك المزرعة الواقعة إلى الجهة الشرقية من مدينة القصر.

عموما ندعو الله أن يعافينا من ذلك الوباء وأن يرحل عنا كما رحل قبله جنون البقر ولحقه انفلونزا الطيور والتي تمنيت أن تطول قليلا للسبب الإقتصادي الذي ذكرته، فندعوه أن يكف بلاء الخنازير عنا وأن يعجل بإخفاء ذلك الوباء من كل بقاع العالم ليعيش الناس دون وجل أو خوف من ذلك الوباء القاتل.
لقد خطر على بالي في الفترة القصيرة الماضية أمنية من نوع غريب ربما لاتروق للكثيرين وخصوصا ممن هم من مربي المواشي، فقد تمنيت أن يحل مايسمى ب(انفلونزا الخرفان) وسبب تلك الأمنية الغريبة هو رؤيتي لتلك اللوحة المربعة الشكل والتي أصبحت أستصبح وأتمسى بها أمام الملحمة المجاورة لمنزلي والتي كتب عليها منذ وقت طويل وما زال مكتوبا(كيلو لحم الخروف ب8 دنانير يابلاش)!!

فعند رؤيتي لتلك العبارة قلت بيني وبين نفسي(في الخرفان ولا في الخنازير)، ربما لأن ردة الفعل تلك ليست نابعة من شخص واحد وإنما من الكثيرين الذين أصبحوا يتمنون أكل اللحم ولو مرة واحدة في الشهرين وليس في الشهر!! فربما أنني وغيري قادرون على أكل ذلك اللحم، ولكن مابالكم بالكثيرين الذين بمجرد وصول كيلو ذلك اللحم فوق حاجز الخمسة دنانير أصبحوا يتمنون شم رائحة ذلك اللحم فحسب فأصبحوا يمشون على قاعدة (الريحة ولا العدم)
أتمنى أن تحل انفلونزا الخرفان تلك علينا ضيفة ولو لمدة شهر واحد فقط، ليتمكن كل من أصبح يتمنى دخول اللحم لبيته من إدخاله بيته وتخزينه بكميات هائلة في ثلاجة منزله، لأن تلك الإنفلونزا إن أتت بحق تلك الخرفان فإن سعر كيلو لحم ذلك الخروف سيصبح دينارين أو ربما أقل من ذلك بكثير!!!.
فالمعذرة كل المعذرة ممن قرأ كلامي الذي أوردت ولم يرق له، لأنني متأكد أنه لم يرق للكثيرين وخصوصا ممن هم من تجار ومربي المواشي فربما أن البعض قال بمجرد قراءته لذلك الكلام(فال الله ولا فالك) واتوقع أن البعض الاخر قال(الله لايوفقك لاإنت ولا هالسالفة اللي جيتنا فيها) وبكل تأكيد أن كثيرين قالوا(ول عليك مثل الغراب)دلالة على الشؤم.
فالمعذرة مرة أخرى لكل من لم يرق له ذلك الكلام ولكن كان لابد لي أن أخرج تلك الخلجات المتمثلة بالقهر والكبت من تلك اللوحة المشؤومة التي أراها يوميا أمام ملحمة جارنا(خضر) والمكتوب عليها (كيلو لحم الخروف البلدي ب8 دنانير يابلاش)!!!.


muath_majali@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد